فإن قلت: أفيصير هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يعتقدون فِي
القبور والأولياء والفسقة والخلعاء مشركين كالذين يعتقدون فِي الأَصْنَام؟
قلت: نعم، قَد
حَصَلَ مِنْهُمْ ما حَصَلَ من أولئك وساووهم فِي ذَلِكَ، بل زَادُوا عَلَيْهِمْ
فِي الاِعْتِقَاد والانقياد والاستعباد، فَلاَ فرق بينهم.
فإن قلت:
هَؤُلاَءِ القبوريون يَقُولُونَ: نَحْنُ لا نشرك بالله تَعَالَى ولا نجعل لَهُ
ندَّا، والالتجاء إِلَى الأَوْلِيَاء وَالاِعْتِقَاد فِيهِم لَيْسَ شركًا!
****
قَوْله:
«فإن قلت: أفيصير هَؤُلاَءِ الَّذِينَ
يعتقدون فِي القبور والأولياء والفسقة والخلعاء مشركين كالذين يعتقدون فِي
الأَصْنَام؟» الجَوَاب: «نعم»؛
فَلاَ فرق بَين هَؤُلاَءِ وبين من يعبدون الأَصْنَام؛ لأن فعلهم مِثْل فعل عبدة
الأَصْنَام سَوَاء.
قَوْله:
«قَد حَصَلَ مِنْهُمْ ما حَصَلَ من أولئك
وساووهم فِي ذَلِكَ»؛ أي: قَد حَصَلَ مِنْهُمْ مَعَ الموتى وَمَعَ
الأَوْلِيَاء مِثْل ما حَصَلَ من المشركين مَعَ الأَصْنَام سَوَاء، ما الفَرْقُ
بَيْنَهما؟
قَوْله:
«بل زَادُوا عَلَيْهِمْ فِي الاِعْتِقَاد
والانقياد والاستعباد»؛ لأن المشركين الأَوَّلين إِنَّمَا يدعون غير الله فِي
حالة الرَّخَاء، أَمَّا فِي حالة الشِّدَّة فإنهم يخلصون لله، كما ذكر الله ذَلِكَ
عَنْهُم، أَمَّا هَؤُلاَءِ القبوريون فإنه يَزِيد شركهم فِي الشِّدَّة أَكْثَر
مِنْهُ فِي الرَّخَاء، ويتصايحون ويدعون أولياءهم أن ينقذوهم من البَحْر ومن
الغَرَق ومن كَذَا وَكَذَا، فَصَارَ شركهم أغلظ من شرك عُبَّاد الأَصْنَام.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد