×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

كما قرَّرناه فِي «سبل السَّلاَم شرح بُلُوغ المرام»، وفي «منحة الغَفَّار».

فإن قلتَ: لا سَوَاء؛ لأنَّ هَؤُلاَءِ قَد قَالُوا: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، وَقَد قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا» ([1])،

****

 والأضرحة؛ فيستغيث بها ويُنذر لها، ويدعو عِنْدَهَا، ويقصدها ويترك المَسَاجِد؟! فَهَذَا شرك صَرِيح، فالحلف بِغَيْر الله صَارَ كفرًا، فَكَيْفَ بالاستغاثة بِغَيْر الله والذبح لغير الله؟! وَالنَّذْر لغير الله؟! فَهَذَا شَيْء وَاضِح.

قَوْله: «كما قرَّرناه فِي «سبل السَّلاَم شرح بُلُوغ المرام»، وفي «منحة الغَفَّار»؛ أي: كما ذكر ذَلِكَ المُؤَلِّف فِي شرحه عَلَى «بُلُوغ المرام» وَهُوَ «سبل السَّلاَم»، كِتَاب مَعْرُوف، وفي كِتَاب لَهُ آخر اسمه «منحة الغَفَّار شرح ضَوْء النهار» قرر هَذَا أَيْضًا عَلَى هَذَا الحَدِيث، وقرره هُنَا، فقد قرره فِي ثَلاَثَة كتب لَهُ أن هَذَا الرَّجُل كفر بِكَلِمَة وَاحِدَة، وَهِيَ حلفه باللات، فَكَيْفَ بما هُوَ أعظم من ذَلِكَ كما سيأتي؟

هَذِهِ شُبْهَة من شبههم، يَقُولُونَ: المُشْرِكُونَ الأَوَّلُونَ كَانُوا لا يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، ويعبدون الأَصْنَام ويأبون أَنْ يَقُولُوا: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، أَمَّا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تعنونهم هُم أَصْحَاب الأضرحة والقبور فهم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).