ولذا تقول لَهُم الرُّسُل: ﴿أَن
لَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾ [هود: 26]، ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾ [الأعراف: 59]،
وَقَد كَانَ المُشْرِكُونَ مِنْهُمْ مَن يَعبُد الملائكة ويناديهم عِنْدَ الشَّدَائِد،
****
الطَّاغُوت؛
أي: الشَّيْطَان؛ لأنه هُوَ الَّذِي يَأمُرُ بالشرك، فَإِذَا كَانَ المعبود راضيًا
بِهَذَا فَهُوَ طَاغُوتٌ أَيْضًا، وإن كَانَ لَم يَرْضَ بِذَلِكَ وَإِنَّمَا
عَبَدُوه بعد مَوْته وَهُوَ لم يَرْضَ بِذَلِكَ كالمسيح والأولياء الصَّالِحِينَ
الَّذِينَ ماتوا عَلَى عَقِيدَة التَّوْحِيد فإن الطَّاغُوت هُوَ الشَّيْطَان
الَّذِي دعاهم إِلَى عبَادَة هَذَا النَّبِيِّ، أو هَذَا الولي ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾،
يَعْنِي: فاعبدوا الله واجتنِبوا عبَادَة الطَّاغُوت، وَهُوَ كل ما عُبِد من دون
الله عز وجل.
قَوْله:
«ولذا تقول لَهُم الرُّسُل: ﴿أَلاَّ تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾ »،
وَهَذَا فِي آياتٍ كَثِيرَة، أن الرُّسُل تقول لأُِمَمِهم: ﴿أَلاَّ تَعۡبُدُوٓاْ
إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾ تنهاهم
عَن عبَادَة غير الله، وتَأمُرُهم بِعبَادَة الله وحده.
وَقَوْله
تَعَالَى: ﴿يَٰقَوۡمِ
ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾
[الأَعْرَاف: 59]، هَذِهِ جَاءَت فِي دعوة الرُّسُل: نُوح، وهود، وصالح، وشعيب،
وَإِبْرَاهِيم، وغيرهم من الرُّسُل، وَكَانُوا أَوَّل ما يَقُولُونَ لأُِمَمِهم: ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾
[الأَعْرَاف: 59]؛ أي: اعبدوا الله ولا تُشرِكوا به شَيْئًا.
قَوْله: «وَقَد كَانَ المُشْرِكُونَ مِنْهُمْ مَن يَعبُد الملائكةَ ويناديهم عِنْدَ الشَّدَائِد...». المُشْرِكُونَ لَمَّا تَرَكُوا عبَادَة الله الَّتِي خُلِقُوا مِن أَجْلِها وأُمِرُوا بها، اخْتَلَفُوا فِي معبوداتهم، كلٌّ يَعبُد إلهًا يَختاره، فتَفَرَّقَت بهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد