فَهَذَا الَّذِي يفعلونه لأوليائهم هُوَ عين ما
فعله المُشْرِكُونَ وصاروا به مشركين، ولا ينفعهم قَوْلهم: نَحْنُ لا نشرك بالله
شَيْئًا؛ لأن فعلهم أكذب قَوْلهم.
فإن قلت: هُم جاهلون
أَنَّهُم مشركون بما يفعلونه.
****
قَوْله:
«فَهَذَا الَّذِي يفعلونه لأوليائهم هُوَ
عين ما فعله المُشْرِكُونَ وصاروا به مشركين»؛ هُوَ عين ما فعله المُشْرِكُونَ
الأَوَّلُونَ من أَنَّهُم عبدوا غير الله، وصاروا بِذَلِكَ مشركين، سمَّاهم الله
مشركين مَعَ أَنَّهُم كَانُوا يعبدون الأَنْبِيَاء، ويعبدون الأَوْلِيَاء
والصالحين، وَالَّذِي قاله أهل الغلبة فِي أَصْحَاب الكَهْف: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ
غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا﴾ [الكَهْف: 21] أَصْحَاب الكَهْف صالحون، قَالَ أهل
الغلبة وأهل القُوَّة: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا﴾؛ أي:
يبنون مسجدًا عَلَى قبورهم، فَدَلَّ عَلَى أن هَذَا أمر قَدِيم فِي النَّاس، وَ قَوْله: ﴿غَلَبُواْ﴾
مَعْنَاه أن هَذَا لَيْسَ برضى أهل الحَقّ؛ لأَِنَّهُم ينهون عَن اتخاذ المَسَاجِد
عَلَى القبور.
قَوْله:
«ولا ينفعهم قَوْلهم: نَحْنُ لا نشرك
بالله شَيْئًا»؛ لا ينفعهم قَوْلهم: نَحْنُ لا نشرك بالله؛ لأن العِبْرَة
بِالحَقِيقَة وَلَيْسَ بالادعاء، حَتَّى ولو قَالُوا: نَحْنُ لا نشرك بالله
شَيْئًا، ففعلهم هَذَا شرك؛ «لأن فعلهم
أَكْذَبَ قَوْلهم»؛ فهم يَقُولُونَ: نَحْنُ لا نشرك بالله شَيْئًا ثُمَّ
يذبحون لغير الله، ويستغيثون بِغَيْر الله!، ففعلهم كذَّب قَوْلهم.
قَوْله:
«فإن قلت: هُم جاهلون أَنَّهُم مشركون بما
يفعلونه»؛ هَذِهِ مَسْأَلَة العُذْر بالجهل، والتي يدندن بها النَّاس اليَوْم،
نَقُول: إِلَى متى
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد