فَهَذَا
الأَصْل، لا يَتِمُّ إِسْلاَم أَحَد ولا إِيمَانه إلاَّ بالإقرار بِهَذَا الأَصْل،
وَهَذَا أَمْرٌ مُجمَعٌ عَلَيْهِ لا خِلاَفَ فيه.
·
الأَصْل الثَّانِي:
أن رسل الله
وأنبياءه - من أولهم إِلَى آخِرهم - بُعثوا لِدُعَاء العِباد إِلَى تَوْحِيد الله
بتوحيد العِبَادَة،
****
قَوْله:
«فَهَذَا الأَصْل لا يتم إِسْلاَم أَحَد
ولا إِيمَانه إلاَّ بالإقرار بِهَذَا الأَصْل»، فَلاَ يتم إِيمَان أَحَد
حَتَّى يُقِرَّ بِهَذَا الأَصْل، وَهُوَ القُرْآن الَّذِي لا شَكَّ فيه وفي
دِلاَلَته، وأن ما خَالَفَهُ فَهُوَ محل شَكٍّ.
قَوْله:
«وَهَذَا أمرٌ مُجمَعٌ عَلَيْهِ لا خِلاَف
فيه» مُجمَعٌ عَلَيْهِ عِنْدَ عُلَمَاء الإِسْلاَم؛ لا خِلاَف فيه بينهم،
هَذَا الأَصْل الأَوَّل.
قَوْله: «الأَصْل الثَّانِي: أن رسل الله وأنبياءه - من أولهم إلى آخرهم - بُعثوا لِدُعَاء العباد إِلَى تَوْحِيد الله بتوحيد العِبَادَة» وَهُوَ تَوْحِيد الألوهية، أَمَّا تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة فالعَالَم مُقِرُّون به لا يَختلفون فيه؛ لأن الفِطْرَة تقتضيه، فلم يَقَع خِلاَف فِي تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة، بينما وَقَعَ الخِلاَف بَين الرُّسُل وبين الكُفَّار والمشركين هُوَ فِي تَوْحِيد الألوهية؛ فكل رَسُول أَوَّل ما يَقُول لقومه: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾ [الأَعْرَاف: 59]، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، وَقَالَ: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]؛ فكل رَسُول يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيد وينهى عَن الشِّرْك، فَهَذَا أصل لا شك فيه وَهُوَ وَاضِح فِي القُرْآن فِي آياتٍ كَثِيرَة.
الصفحة 1 / 231