وَإِنَّمَا كَانُوا يَفعلونه لما يُسَمُّونَهُ
وثنًا وصنمًا، وفَعَلَه القبوريون لِمَا يُسَمُّونَهُ وليًّا وقبرًا ومشهدًا،
والأسماء لا أَثَر لها ولا تُغيِّر المعاني ضَرُورَة لغوية وعقلية وشرعية، فإن مَن
شَرِبَ الخَمْرَ وَسَمَّاهَا مَاءً مَا شَرِبَ إلاَّ خَمْرًا، وعقابه عقاب شارب
الخَمْر، ولعله يَزِيد عقابه للتدليس والكذب فِي التَّسْمِيَة.
****
قَوْله:
«وَالنَّذْر بالمال للميت ونحوه، والنَّحر
عَلَى القبر والتوسل به وطَلَبُ الحَاجَات مِنْهُ، هُوَ بِعَيْنِهِ الَّذِي كَانَت
تَفعَله الجَاهِلِيَّة»؛ بلا شك هَذَا هُوَ فعل الجَاهِلِيَّة الَّذِي بُعث
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لدعوتهم لتوحيد الألوهية، وقتالهم عَلَى ذَلِكَ.
قَوْله:
«وَإِنَّمَا كَانُوا يفعلونه لِمَا
يُسَمُّونَهُ وثنًا وصنمًا»؛ الفرق أن الجَاهِلِيَّة كَانُوا يعبدون أوثانًا
وَأَحْجَارًا وأشجارًا، وهؤلاء يعبدون القبور والأضرحة والأموات، ولا فرق بينهم.
قَوْله:
«وَفَعَلَهُ القبوريون لِمَا يُسَمُّونَهُ
وليًّا وقبرًا ومشهدًا»؛ فَلاَ فرق بَين هَذَا وَهَذَا.
قَوْله:
«والأسماء لا أَثَر لها»؛ فتغيُر
الأَسْمَاء لا يُغَير الحقائق، فلو سميت السُّمّ عسلاً لم يتغير عَن السُّمّ، ولو
سميت الخَمْر شرابًا طيبًا ما تغير؛ تسميه نبيذًا، شرابًا روحيًّا، إِلَى غير
ذَلِكَ، لن يتغير عَن كَوْنه خمرًا.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد