وبعد:
فَهَذَا «تطهير الاِعْتِقَاد عَن أدران الإِلْحَاد» وَجَبَ عَلَيَّ تأليفه وتصنيفه، وتَعَيَّنَ عَلَيَّ ترصيفه؛ لِمَا رَأَيْتُه وعَلِمْتُهُ يقينًا من عموم اتخاذ العباد الأَنْدَاد
****
الاِعْتِقَاد، وَهَذَا مَضْمُون العنوان. وَالصَّلاَة عَلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مَعْنَاهَا: طَلَبُ الثَّنَاء مِن الله عَلَيْهِ، ثُمَّ مِنْ بَعْد الرَّسُول يُصَلَّى عَلَى أَصْحَابه، ويُدْعَى لَهُم بالصلاة عَلَيْهِمْ بعد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
قَوْله: «تطهير الاِعْتِقَاد عَن أدران الإِلْحَاد» هَذَا عنوان الكتاب كما ذَكَرْنَا آنفًا.
قَوْله: «وَجَبَ عَلَيَّ تأليفه» فقد اعتَبَرَ المُصَنِّف رحمه الله أن هَذَا واجب عَلَيْهِ، وَهَذَا واجب العُلَمَاء جَمِيعًا أَنَّهُم يُبَيِّنُون لِلنَّاسِ الحَقَّ ولا يَكتُمونه، ويُوضِّحونه لَهُم.
قَوْله: «لِمَا رَأَيتُه وعَلِمتُه يقينًا من عموم اتخاذ العباد الأَنْدَاد» هَذَا هُوَ السَّبَب فِي تأليفه هَذِهِ الرِّسَالَة، وَهُوَ ما رآه من النَّاس بِعَيْنِهِ من الشِّرْك، مِمَّن ينتسبون إِلَى الإِسْلاَم وليسوا من المشركين بِالأَصْلِ، وَقَد رأى مِنْهُمْ الشِّرْك وهم ينتسبون إِلَى الإِسْلاَم ويقولون: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، مِنْهُ ما شَاهَدَهُ بِعَيْنِهِ، ومنه ما بَلَغَه عَن الثِّقَات فِي غير بلاده من بلاد الإِسْلاَم مِمَّا يَقَع فِيهَا من الشِّرْك؛ فَلِذَلِكَ قام بتأليف هَذِهِ الرِّسَالَة؛ نُصحًا للعباد، وتوضيحًا لِلْحَقِّ وردًّا لِلْبَاطِلِ، وَهَذَا واجب العَالم، ما الفَائِدَة من العَالم الَّذِي يَسكت؟ وجوده كعدمه، وجوده مِثْل الكتاب الَّذِي عَلَى الرف، لا يُستفاد مِنْهُ شَيْء إلاَّ إِذا استُعمِل،
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد