وهؤلاء
يُصلُّون ويصومون ويزكُّون ويحجُّون بِخِلاَف المشركين.
قلتُ: قَد قَالَ
صلى الله عليه وسلم: «إِلاَّ بِحَقِّهَا»، وحقُّها: إفرادٌ بالإلهية والعبودية لله
تَعَالَى.
والقبوريُّون لم
يُفردوا هَذِهِ العِبَادَة، فلم تنفعهم كَلِمَة الشَّهَادَة، فَإِنَّهَا لاَ
تَنفَع إلاَّ مَعَ التزام مَعْنَاهَا،
****
أَنَّهُم إِذا قالوها بطلت عبَادَة الأَصْنَام،
وهم لا يُرِيدُونَ ذَلِكَ، فأبوا أَنْ يَقُولَوها، وهؤلاء قالوها وَلَمْ يتحاشوا
ما يناقضها لغباوتهم وجهلهم وقلة فقهم فِي دين الله، وأخذهم بالمتشابه دون الأَخْذ
بما يوضِّحه ويبينه من كَلاَم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قَوْله:
«وهؤلاء يُصلُّون ويصومون ويزكُّون
ويحجُّون بِخِلاَف المشركين»؛ هَذَا بَقِيَّة كَلاَمهم، فهؤلاء يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، ويصلون
ويصومون ويزكون، ولكننا نَقُول: هُم مَعَ ذَلِكَ يستغيثون بالأموات، صَحِيح
أَنَّهُم يُصلُّون ويحجُّون ويعتمرون وَلَكِن لن تنفعهم هَذِهِ الأَعْمَال وهم
يشركون بالله، ويستغيثون بالأموات ويذبحون لَهُم وينذرون لَهُم، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ
إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٥بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ
٦٦﴾ [الزُّمُر: 65، 66]، وهم
يقرؤون القُرْآن، وَلَكِنَّهُم لا يقرؤونه قراءة فهم وقراءة مَعْرِفَة، وَإِنَّمَا
يقرؤونه بالألسنة فَقَط.
قَوْله:
«قلتُ»؛ هَذَا جواب الشَّيْخ لَهُم،
فهم لم يُكْملوا الحَدِيث، وَلَمْ يفهموا ما هُوَ حَقّ «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ». - قِيلَ لوهب بْن
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد