×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

أو من حي الجماد خير مِنْهُ؛ لأنَّه لا تكليف عَلَيْهِ، وَهذا يبيِّن ما فعله المُشْرِكُونَ الَّذِينَ حكى الله ذَلِكَ عَنْهُم فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ الآيَة [الأَنْعَام: 136]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِمَا لَا يَعۡلَمُونَ نَصِيبٗا مِّمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡۗ تَٱللَّهِ لَتُسۡ‍َٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَفۡتَرُونَ [النَّحْل: 56]، فهؤلاء القبوريُّون والمعتقدون فِي جُهَّال الأَحْيَاء وضُلاَّلهم سلكوا مسالك المشركين

****

تكونون أنتم أَقْوَى مِنْهُمْ وأقدر مِنْهُمْ، هَذَا إن كَانُوا إِحْيَاء، فَكَيْفَ بالأموات الَّذِينَ صاروا ترابًا ورميمًا؟

قَوْله: «فَكَيْفَ يطلب الإِنْسَان من الجماد»؛ وَهِيَ الأَصْنَام والأشجار والأحجار؛ فالإنسان أَقْوَى من الجماد؛ يتحرك ويروح ويأتي، والجماد متجمد لا يَتَصَرَّف. أو يطلب من المَيِّت الَّذِي الحَيّ أقدر مِنْهُ عَلَى ما يُرِيد.

قَوْله: «أو من حي - الجماد خير مِنْهُ - لأنَّه لا تكليف عَلَيْهِ»؛ فالجماد لا تكليف عَلَيْهِ، وَهَذَا عَلَيْهِ التكليف والأوامر والنواهي والحساب وَالجنَّة والنار.

قَوْله: «وَهَذَا يبيِّن ما فعله المُشْرِكُونَ الَّذِينَ حكى الله ذَلِكَ عَنْهُم فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ [الأَنْعَام: 136] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِمَا لَا يَعۡلَمُونَ نَصِيبٗا مِّمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡۗ [النَّحْل: 56] » فالذي رزقناهم إِيَّاهُ يجعلونه لغيرنا. وَقَوْله تَعَالَى: ﴿تَٱللَّهِ [النحل: 56] هَذَا قسم من الله تَعَالَى يقسم جل وعلا أنه سيسألهم يَوْم القِيَامَة عَمَّا كَانُوا يعملون.


الشرح