×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

بل إِذا حلف من عَلَيْهِ حَقّ بِاسْم الله تَعَالَى لم يقبلوا مِنْهُ، فَإِذَا حلف بِاسْم وليًّ من أوليائهم قبلوه وصدَّقوه، وَهَكَذَا كَانَ عُبَّاد الأَصْنَام؛ ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ [الزُّمُر: 45].

وفِي الحَدِيث الصَّحِيح: «مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([1])، وسمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يحلف باللاَّت، فأمره أن...

****

 كما كَانَ يحلف أَبُو جهل وَأَبُو لهب باللات والعزى، ولو طُلب مِنْهُ أن يحلف، يحلف بالله كاذبًا ولا يحلف بالقبر كاذبًا؛ لأنه يخاف من الحَلِف بالقبر حُصُول العُقُوبَة وَأَمَّا حلفه بالله كاذبًا فَهَذَا لا يهمه أن يحلف وَهُوَ كاذب، نسأل الله العَافِيَة، مَعَ أن الحَلِف عبَادَة، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ» ([2])، وَقَالَ: «مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([3]).

قَوْله: «بل إِذا حلف من عَلَيْهِ حَقّ بِاسْم الله تَعَالَى لم يقبلوا مِنْهُ»؛ أي: إِذا توجهت اليَمِين عِنْدَ القَاضِي عَلَى الخَصْم الْمُنْكَر، لا يقبلون أن يحلف بالله، وَإِنَّمَا يقبلون أن يحلف بالمخلوق الَّذِي يعبده.

قَوْله: «فَإِذَا حلف بِاسْم وليًّ من أوليائهم قبلوه وصدَّقوه، وَهَكَذَا كَانَ عُبَّاد الأَصْنَام»، فعباد الأَصْنَام يحلفون باللات والعزى ومناة وَغَيرهَا.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3253)، وأحمد رقم (5375)، والطيالسي رقم (2008).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2679)، ومسلم رقم (1646).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (2679)، ومسلم رقم (1646).