قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ
لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ﴾
[الزمر: 45]؛ فَإِذَا تكلمت عِنْدَهُم بالتوحيد، وقررت التَّوْحِيد نفروا، وَهَذَا
شَيْء مشاهدٌ حَتَّى الآنَ مِمَّن يتسًّمون بالدعاة، تجدهم لا يُرِيدُونَ ذكر
التَّوْحِيد، وينفرون من ذكر التَّوْحِيد وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ
بِاللهِ. ﴿وَإِذَا
ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ﴾؛
من أصنامهم وأوثانهم، والأشجار والأحجار، ﴿إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾
[الزمر: 45]؛ يستبشرون بِذَلِكَ، هَذَا فِي المشركين الأَوَّلين، وأيضًا فِي
المُعَاصِرِينَ ومنْ قبلهم تجد عِنْدَهُم هَذَا الشعور، ينفرون من التوحيد وذكر
التَّوْحِيد والدعوة إِلَى التَّوْحِيد، ويستبشرون إِذا دَعَا الإِنْسَان إِلَى
مناهجهم، وإلى مصطلحاتهم، نسأل الله العَافِيَة، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا
بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ، وَإِلاَّ
فَلْيَصْمُتْ» ([1]).
قَوْله: «وسمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يحلف باللاَّت»؛ هَذَا رَجُل من المُسْلِمِينَ جَاءَ عَلَى لِسَانه ما كَانَ عَلَيْهِ فِي الجَاهِلِيَّة، فحلف باللات، وَهُوَ الصَّنَم فِي الطَّائِف، فأمره النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: «لا إله إلاَّ الله»، وَهَذَا دَلِيل عَلَى أنه أشرك ويعود إِلَى الإِسْلاَم بالتلفظ بِالشَّهَادَةِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2679)، ومسلم رقم (1646).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد