×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

وَقَد يعتقدون فِي بَعْض فسقة الأَحْيَاء، وينادونه فِي الشِّدَّة والرخاء، وَهُوَ عاكفٌ عَلَى القبائح والفضائح، لا يحضر حَيْثُ أمر الله عباده المؤمنين بالحضور هُنَاك، ولا يحضر جمعةً، ولا جَمَاعَة،

****

قَوْله: «ثُمَّ كَذَلِكَ دُعَاؤُهُم لَهُ»؛ أي: دُعَاء المَيِّت.

قَوْله: «فَهَذَا الَّذِي عَلَيْهِ هَؤُلاَءِ شرك بلا ريب»؛ الذَّبْح وَالدُّعَاء عِنْدَ القبور تقربًا إِلَيْهَا شرك بلا ريب، وإن كَانُوا يَتَقَرَّبُونَ بها إِلَى الله، وَلَكِن يظنون أن فعل هَذَا عِنْدَ القبور فضيلة، أنه مظنة الإِجَابَة، أو رأوا النَّاس يأتون فأتوا معهم، فَهَذَا بِدْعَة ووسيلة إِلَى الشِّرْك؛ لأَِنَّ اللهَ لم يشرع لَنَا أن نعبده عِنْدَ القبور، ولا أن نصلي عِنْدَهَا، ولا أن ندعو ونذبح عِنْدَهَا، ولا أن نتصدق عِنْدَهَا؛ لأن هَذَا بِدْعَة ووسيلة إِلَى الشِّرْك. فتخصيص هَذَا المَكَان بالقربات لله عز وجل بِدْعَة، ثُمَّ هُوَ وسيلة إِلَى الشِّرْك، ولابد أن يجر صاحبه إِلَى الشِّرْك وَالاِعْتِقَاد فِي المَيِّت.

قَوْله: «وَقَد يعتقدون فِي بَعْض فَسقة الأَحْيَاء»؛ فقد يعتقدون فيمن يسمونهم بالأولياء من الأَحْيَاء، ويُعظِّمونهم، ويَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهِمْ، ويقولون: هَؤُلاَءِ أولياء لله، وهم يرونهم لا يعبدون الله، ويرون هَؤُلاَءِ الأَحْيَاء من أفجر النَّاس، لا يتورعون عَن الفَوَاحِش، ولا يؤدون الفرائض؛ لأَِنَّهُم يَقُولُونَ: نَحْنُ وصلنا إِلَى الله ولسنا بِحَاجَة إِلَى العِبَادَة، إِنَّمَا العِبَادَة للعوام، وللذين لم يصلوا إِلَى الله، أَمَّا نَحْنُ فقد وصلنا إِلَى الله وَنَحْنُ من الخَوَّاص والأولياء! فيعتقدون فِيهِم أشد مِمَّا يعتقدون فِي الأَمْوَات، وَهَذَا أعظم شركًا وأعظم خطرًا، وَهَذَا عِنْدَ


الشرح