ولا يعود مريضًا ولا يشيع جنازةً، ولا يكتسب
حلالاً، ويضم إِلَى ذَلِكَ دَعْوَى التَّوَكُّل وعلم الغَيْب، ويجلب إِلَيْهِ إِبْلِيس
جَمَاعَة قَد عشَّشَّ فِي قلوبهم وباض فِيهَا وفرَّخ، يصدقون بهتانه، وَيُعظِّمون
شَأْنه، ويجعلون هَذَا ندًّا لرب العَالمين ومثلاً.
****
الصوفية، حَتَّى أَنَّهُم يصلون الفَجْر،
وَهَذَا الشَّيْطَان الطَّاغُوت نائم عِنْدَهُم لا يصلي ولا يوقظونه! ويقول: أنا
لا أَحْتَاج إِلَى الصَّلاَة فأنا ولي! أو يَقُولُونَ: إنه يذهب إِلَى مَكَّة،
ويُصلي مَعَ الإِمَام فِي الحرم ويأتي! لأنه ولي، والولي تُطوى لَهُ الأَرْض، ولا
يحتاج إِلَى طائرة، ولا إِلَى سَيَّارَة، ولا إِلَى دَابَّة، هَكَذَا يَقُولُونَ،
وَهَذَا من الخرافات.
قَوْله:
«وينادونه فِي الشِّدَّة والرخاء، وَهُوَ
عاكفٌ عَلَى القبائح والفضائح»؛ لأنه لا يُؤاخَذ عِنْدَهُم، ولا يحرم عَلَيْهِ
شَيْء، ولا يحجب عَلَيْهِ شَيْء؛ لأنه وصل إِلَى الله، وَهَذَا مَوْجُود فِي غلاة
الصوفية مَعَ أشياخهم، وهم يرون أنه يزني أو يشرب الخمرـ وَلَكِنَّهُم يَقُولُونَ:
إنه لا يُؤاخَذ مَعَ الإعلان بِهَذَا، فَهَذِهِ تكاليف مرفوعة عَنْهُ! وَنَقُول:
مرفوعة عَنْهُ التكاليف؛ لأنه لَيْسَ عِنْدَهُ عقل، وَلَكِنَّهُم يَقُولُونَ: هُوَ
مرفوعة عَنْهُ التكاليف؛ لأنه وصل إِلَى الله.
قَوْله:
«لا يحضر حَيْثُ أمر الله عباده المؤمنين
بالحضور هُنَاك، ولا يَحضر جمعة، ولا جَمَاعَة»؛ هُم يَقُولُونَ: هُوَ لَيْسَ
بِحَاجَة إِلَى هَذَا، فَهَذَا للعوام.
قَوْله:
«ولا يعود مريضًا ولا يشيِّع جنازةً، ولا
يكتسب حلالاً»؛ فَهُوَ لَيْسَ بِحَاجَة إِلَى هَذَا كله، هُوَ لَيْسَ بِحَاجَة
إِلَى الطَّاعَات؛ لأنه وصل إِلَى الله بزعمهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد