قَوْله:
«ويضم إِلَى ذَلِكَ دَعْوَى التَّوَكُّل
وعلم الغَيْب»؛ أي: يضم إِلَى فعله هَذَا تعطيل الأوامر والنواهي وفعل
المُحرمَات، وأنه يدَّعي علم الغَيْب، ويقول لأتباعه: إنه يعلم الغَيْب، وأنه يحضر
لَهُم ما يُرِيدُونَ، وأنه ينقذ المراكب فِي البَحْر... وأنه وأنه، وَهُوَ جالس فِي
مَكَانه، يدَّعي هَذَا ويصدقونه ويُعظِّمونه.
قَوْله:
«ويجلب إِلَيْهِ إِبْلِيس جَمَاعَة قَد
عشَّشَّ فِي قلوبهم وباض فِيهَا وفرَّخ، يصدقون بهتانه، وَيُعظِّمون شَأْنه»؛
إِبْلِيس يقود لِهَذَا الفاسق أتْبَاعًا يصدقونه فِيمَا يَقُول، ويَتَقَرَّبُونَ
إِلَيْهِ فِي العِبَادَة؛ لأَِنَّهُم يَقُولُونَ: إنه من أولياء الله، والله جل
وعلا يَقُول: ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [يُونُس: 62] فَهَذَا لَيْسَ عَلَيْهِ خوف ولا حزن،
فَهُوَ من أولياء الله! ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾
[يُونُس: 63]، هَل الَّذِي لا يصلي ويشرب الخَمْر ويزني، هَل هَذَا من أولياء
الله؟! هَل هَذَا مؤمن؟! هَذَا كافر، فهم يأخذون من الآيَات ما يُرِيدُونَ ويتركون
ما لَيْسَ فِي صالحهم، فالآية لَيْسَت مُطلقَة، فالآية بعدها آية تقيدها: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ
ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾
[يُونُس: 62، 63].
قَوْله: «ويجعلون هَذَا نِدًّا لرب العَالمين ومثلاً»؛ أي: يجعلونه مساويًا ومثلاً لرب العَالمين؛ أي: مثيلاً لله وشبيهًا لَهُ - تَعَالَى الله - فيعلم الغَيْب ويعطي ما يُطلب مِنْهُ، ويقدر عَلَى كل شيءـ فيعطونه من أوصاف الله وقدرة الله ومشيئة الله ما يساويه بالله - تَعَالَى الله عَن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد