×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

فيا للعقول أين ذَهَبَت؟ ويا للشرائع كيف جُهِلَت؟ ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ [الأَعْرَاف: 194].

****

ذَلِكَ - وَلِهَذَا قَالَ جل وعلا: ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ [الأَنْعَام: 1]؛ أي: يساوون به غَيره، ﴿تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨ [الشُّعَرَاء: 97، 98].

قَوْله: «فيا للعقول أين ذَهَبَت؟!» ينعي الشَّيْخ رحمه الله عقولهم؛ أين عقولكم أيها النَّاس، أين ذَهَبت، أين الإِيمَان بالله عز وجل ؟

قَوْله: «ويا للشرائع كيف جُهلَت؟!»؛ هَذَا ندبة للشرائع الَّتِي ضَاعَت، شَرَائِع الإِسْلاَم: الأوامر والنواهي والوعد والوعيد.

قَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ [الأَعْرَاف: 194]، كيف لا يقرؤون هَذِهِ الآيَة؟ ﴿عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فهم بشر، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٩٤أَلَهُمۡ أَرۡجُلٞ يَمۡشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ١٩٥ [الأَعْرَاف: 194، 195] بل هُم أصنام جماد، ﴿أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ [الأَعْرَاف: 195] هَذَا تحد ﴿ثُمَّ كِيدُونِ [الأَعْرَاف: 195]؛ لأني تبرأت مِنْهُمْ ودعايتهم، فاستعدوهم عَلِيّ، أتظنون أَنَّهُم قادرون وأنهم ينفعون ويضرون؟ فهاتوا ما لديكم، ﴿أَلَهُمۡ أَرۡجُلٞ يَمۡشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ١٩٥ إِنَّ وَلِـِّۧيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ ١٩٦ [الأَعْرَاف: 195، 196].


الشرح