وَقَد صانَ اللهُ عز وجل رَسُوله صلى الله عليه
وسلم وأهل الكساء وَأَعْيَان الصَّحَابَة عَن إدخالهم فِي أفواه هَؤُلاَءِ
الجَهَلَة الضَّلاَل، فيجمعون أنواعًا من الجَهْل والشرك والكفر.
****
قَوْله:
«كعلي رومان وعلي الأَحْمَر،
وَأَشْبَاههمَا»؛ هَؤُلاَءِ رِجَال يزعمون أَنَّهُم أولياء، والله أعلم
بأحوالهم، وحتى لو كَانُوا أولياء فَلاَ يُلجأ إِلَيْهِمْ ولا يُستغاث بهم؛ لأن
هَذَا شرك بالله عز وجل.
قَوْله:
«وَقَد صانَ اللهُ عز وجل رَسُوله صلى
الله عليه وسلم »؛ أي: صانَ اللهُ ورسوله من هَذِهِ البِدَع وهذه الشركيات.
قَوْله:
«وأهل الكساء»؛ وهم أهل بَيْته صلى
الله عليه وسلم.
قَوْله:
«وَأَعْيَان الصَّحَابَة عَن إدخالهم فِي
أفواه هَؤُلاَءِ الجَهَلَة الضَّلاَل، فيجمعون أنواعًا من الجَهْل والشرك والكفر»؛
يَعْنِي: لا يلجؤون إِلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم علمًا بأن اللجوء إِلَيْهِ
صلى الله عليه وسلم لا يَجُوز - وَلَكِن يتركون الرَّسُول ويلجؤون إِلَى ابْن
علوان، وإلى فلان وعلان. ولا يلجؤون إِلَى أَعْيَان الصَّحَابَة، وَهُوَ أَيْضًا
لا يَجُوز. وَهَذَا يدل عَلَى أن هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يلجؤون إِلَيْهِمْ أحبّ
إِلَيْهِمْ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَأحبّ إِلَيْهِمْ من أَعْيَان الصَّحَابَة،
وَأحبّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ البَيْت.
والالتجاء لا يَكُون إلاَّ لَهُ سبحانه وتعالى، وَهَذَا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يَقُول لأقرب النَّاس إِلَيْهِ: «يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» ([1])، وَقَالَ تَعَالَى:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد