×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

وَقَد يتَولاَّها مَن يُحسنون فيه الظَّنّ مِن عالم أو قاضٍ أو مُفتٍ أو شَيْخ صوفي، فيتمُّ التَّدْلِيس لإبليس، وتقرُّ عينُه بِهَذَا التلبيس..

فإن قلت: هَذَا أمرٌ عمَّ البِلاَد، واجتمعت عَلَيْهِ سكان الأغوار والأنجاد، وطبَّق الأَرْض شرقًا وغربًا، ويمنًا وشامًا، وجنوبًا وعدنًا، بِحَيْثُ لا تجدُ بلدةً من بلاد الإِسْلاَم إلاَّ وَفِيهَا قبور ومشاهدُ وأحياءٌ،.

****

قَوْله: «وَقَد يتَولاَّها مَن يُحسنون فيه الظَّنّ مِن عالم أو قاضٍ أو مُفتٍ أو شَيْخ صوفيًّ»؛ أي: قَد يستغلون بَعْض طلبة العِلْم مِنْ أَهْلِ الضَّلاَل؛ لأن العُلَمَاء فِيهِم أهل ضَلاَل، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ([1]).

قَوْله: «فيتمُّ التَّدْلِيس لإبليس، وتقرُّ عينُه بِهَذَا التلبيس»؛ أي: إن إِبْلِيس يُسرد إِذا ساعدهم عَلَى هَذَا مَنْ ينتسب إِلَى العِلْم؛ فالخطر أشد مِمَّا لو ساعدهم عاميٌّ أو سلطان أو ملك؛ فَإِذَا ساعدهم مَنْ ينتسب إِلَى العِلْم فالخطر أشد فِي هَذَا.

هَذِهِ شُبْهَة جديدة، لما قرر الشَّيْخ الإِمَام رحمه الله كما سبق - الرَّدّ عَلَى شبهات القبوريين أوْرد هَذَا الاِعْتِرَاض؛ وَهُوَ أنه إِذا كَانَ الأَمْر كَذَلِكَ وأن هَذَا محرم وشرك أو وسيلة إِلَى الشِّرْك، فما جوابك عَمَّا


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4254)، والترمذي رقم (2229)، والدارمي رقم (2794)، وأحمد رقم (17115).