×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

انْتَشَرَ فِي البِلاَد الإِسْلاَمِيَّة من هَذِهِ الأضرحة الَّتِي أصبحت أوثانًا تُعبد من دون الله علانية، فَكَيْفَ تُركت وكيف بقيت؟

وفي الحَقِيقَة أن هَذِهِ شُبْهَة خطيرة، وَلَكِن مَنْ عِنْدَهُم علم يعلم أنها شُبْهَة بَاطِلَة؛ لأن كلَّ ما خَالَفَ الكتاب والسُّنَّة فَهُوَ بَاطِل، ولو اجتمع عَلَيْهِ كَثِير من النَّاس، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ [الأَنْعَام: 116]؛ أي: هُم لا يعتمدون عَلَى حجة من الكتاب والسُّنَّة، وَإِنَّمَا يعتمدون عَلَى الظَّنّ، والظن لَيْسَ بِدَلِيل؛ ﴿إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡ‍ًٔاۚ [يُونُس: 36].

وجواب آخر هُوَ أن نَقُول: لا يزال فِي المُسْلِمِينَ - ولله الحَمْد - مَنْ يُنْكر هَذِهِ الأُمُور، ويبين لِلنَّاسِ، فإنه لم يخلُ عصر مِمَّن يُنْكر هَذِهِ الأُمُور ويبين لِلنَّاسِ ويقيم الحُجَّة، خذ مثلاً هَذَا الإِمَام الصَّنْعَانِيّ، والإمام الشوكاني، وَكَذَلِكَ شَيْخ الإِسْلاَم الإِمَام مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه الله الَّذِي أنكر هَذَا الشَّيْء، وألَّف فيه المؤلفات الَّتِي نفع الله بها وانتشرت، وعمَّ نفعها فِي البِلاَد الإِسْلاَمِيَّة، ولله الحَمْد، فلم يسكت العُلَمَاء كلهم، بل لا يزال مَنْ يقوم لله بِالحُجَّةِ فِي كل زَمَان.

قَوْله: «بِحَيْثُ لا تجدُ بلدةً من بلاد الإِسْلاَم إلاَّ وَفِيهَا قبور ومشاهدُ وأحياءٌ»؛ هَذَا لَيْسَ عَلَى عمومه، فليست كل بلدة من بلاد الإِسْلاَم فِيهَا هَذِهِ الأَشْيَاء وَإِنَّمَا الكثير مِنْهَا وهذه البِلاَد - ولله الحَمْد - كما ترون لَيْسَ فِيهَا أيُّ قبر يُعظَّم، أو أي مَسْجِد عَلَى قبر، وهذه البِلاَد السعودية فِي الحَقِيقَة هِيَ قلب العَالم الإسلامي؛ لأن فِيهَا الحَرَمَيْنِ الشريفين قبلة


الشرح