وأول من سمى ما فيه غَضَبُ الله وعصيانه
بِالأَسْمَاءِ المحبوبة عِنْدَ السَّامِعِينَ: إِبْلِيس - لَعَنَهُ اللهُ -؛ فإنه
قَالَ لأبي البشر آدَم عليه السلام: ﴿يَٰٓـَٔادَمُ هَلۡ
أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ﴾ [طَهَ: 120]،
فسمى الشَّجَرَة الَّتِي نهى الله تَعَالَى آدَم عَن قربانها شَجَرَة الخُلْد؛ جَذْبًا
لِطَبعِه إِلَيْهَا، وهزَّا لنشاطه إِلَى قربانها، وتدليسًا عَلَيْهِ بِالاِسْمِ
الَّذِي اختَرَعَهُ لها، كما يُسَمِّي إِخْوَانُه المقلِّدون لَهُ الحشيشةَ بلقمة
الراحة، وَكَمَا يُسَمِّي الظَّلَمَة ما يَقبِضُونه من أَمْوَالِ عِباد الله
ظُلْمًا وعُدوَانًا أَدَبًا،
****
أَمَّا
إِذا اشْتَدَّ وأَسكَرَ فإنه يتحول من كَوْنه نبيذًا إِلَى كَوْنه خمرًا، ولا يبقى
الاِسْم.
قَوْله:
«وأول من سمى ما فيه غضب الله وعصيانه
بِالأَسْمَاءِ المحبوبة عِنْدَ السَّامِعِينَ: إِبْلِيس - لعنه الله -»؛ أي:
أَوَّل من غيَّر الاِسْم إِبْلِيس مَعَ آدَم، فالله نهى آدَم أن يَأْكُل من
الشَّجَرَة، فَجَاءَه إِبْلِيس وَقَالَ: ﴿يَٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ
وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ﴾
[طه: 120] فسماها شَجَرَة الخُلْد، فأغرى آدَم عليه السلام فأكل مِنْهَا، لولا
أَنَّ اللهَ تَابَ عَلَى آدَم عليه السلام، وهداه بَعْدَ أَن اعترف آدَم عليه
السلام بذنبه.
قَوْله:
«فسَمَّى الشَّجَرَة الَّتِي نها الله
تَعَالَى آدَم عَن قُربانها شَجَرَة الخُلْد؛ جذبًا لطبعه إِلَيْهَا، وهزًّا
لنشاطه إِلَى قُربانها، وتدليسًا عَلَيْهِ بِالاِسْمِ الَّذِي اخترعه لها»؛
حَيْثُ قَالَ لَهُمَا: ﴿مَا
نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ
أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ﴾
[الأَعْرَاف: 20] يُرِيد أن يزين لَهُمَا هَذِهِ المَعْصِيَة وَالعِيَاذُ بالله،
يَقُول: إِنَّ اللهَ يُرِيد أن يحرمكم من هَذِهِ المَنْفَعَة وَالفَائِدَة!
الصفحة 1 / 231