فإفراد الله تَعَالَى بتوحيد العِبَادَة لا يتم
إلاَّ بأن يَكُون الدُّعَاء كله لَهُ، والنداء فِي الشَّدَائِد والرخاء لا يَكُون
إلاَّ لله وحده، والاستغاثة والاستعانة بالله وحده، واللجوء إِلَى الله،
وَالنَّذْر والنحر لَهُ تَعَالَى، وَجَمِيع أنواع العِبَادَات من الخضوع والقيام
تذللاً لله تَعَالَى، وَالرُّكُوع وَالسُّجُود والطواف والتجرد عَن الثِّيَاب
والحلق وَالتَّقْصِير كله لا يَكُون إلاَّ لله عز وجل.
****
قَوْله:
«فإفراد الله بتوحيد العِبَادَة لا يتم
إلاَّ بأن يَكُون الدُّعَاء كله لَهُ»، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ
لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾
[الجِنّ: 18].
قَوْله:
«والنداء فِي الشَّدَائِد والرخاء لا
يَكُون إلاَّ لله وحده والاستغاثة والاستعانة بالله وحده»؛ الفَرْقُ بَيْنَ
الاِسْتِعَانَة والاستغاثة: أن الاستغاثة تَكُون فِي الشِّدَّة، وَأَمَّا
الاِسْتِعَانَة فتكون فِي الرَّخَاء، ويجب أن تُفرد الاستغاثة والاستعانة بالله عز
وجل.
قَوْله:
«واللجوء إِلَى الله وَالنَّذْر والنحر
لَهُ تَعَالَى، وَجَمِيع أنواع العِبَادَات» هَذِهِ أَمْثِلَة، وإلا فجميع
أنواع العِبَادَات يَجِب إفراد الله بها، ولا تُصرف لغيره كائنًا من كَانَ؛ لا
إِلَى الملائكة، ولا إِلَى الرُّسُل والأولياء وَالأَنْبِيَاء، ولا إِلَى
الأَوْلِيَاء والصالحين.
قَوْله: «من الخضوع والقيام تذللاً لله تَعَالَى، وَالرُّكُوع وَالسُّجُود والطواف والتجرد عَن الثِّيَاب والحلق وَالتَّقْصِير كله لا يَكُون إلاَّ لله عز وجل »؛ العِبَادَات قَد تَكُون باللسان مِثْل: التَّسْبِيح والتهليل وتعليم العِلْم، والأمر بالمعروف وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَر، وَالدُّعَاء والاستغاثة وغير ذَلِكَ. وَقَد تَكُون العِبَادَة بالقلب مِثْل الخَوْف، والرجاء والرغبة والرهبة
الصفحة 1 / 231