الأَصْل
الخَامِس:
أن العِبَادَة
أقصى بَاب الخضوع والتذلل، وَلَمْ تُستعمل إلاَّ فِي الخضوع لله تَعَالَى؛ لأنه
مُولِي أَعظَم النعم، وَكَانَ لِذَلِكَ حقيقًا بِأَقْصَى غَايَة الخضوع، كما فِي
«الكشاف» ([1]).
ثُمَّ إن رَأْسَ
العِبَادَة وأساسها التَّوْحِيد لله الَّذِي تفيده كلمته الَّتِي إِلَيْهَا دَعَتْ
جَمِيع الرُّسُل، وَهِيَ قَوْل: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، والمراد: اعْتِقَاد
مَعْنَاهَا وَالعَمَل بمقتضاها، لا مُجَرَّد قَوْلهَا باللسان.
وَمَعْنَاهَا:
إفراد الله بِالعِبَادَةِ والإلهية، والنفي والبراءة من كل معبودٍ دونه، وَقَد
عَلِمَ الكُفَّار هَذَا المَعْنى؛ لأَِنَّهُم أهل اللسان العَرَبِيّ، فَقَالُوا: ﴿أَجَعَلَ
ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ﴾ [ص: 5].
****
لا يَستحق العِبَادَة إلاَّ الله لأنه مُولي
النعم، ودافع النقم، والقادر عَلَى كل شَيْء، قَالَ الزمخشري فِي «الكشاف»: العِبَادَة أقصى بَاب الخضوع
والتذلل؛ لأنه مُولي أعظم النعم، وَكَانَ لِذَلِكَ حقيقًا بِأَقْصَى غَايَة
الخضوع.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد