قلتُ: إن أَردت العَدْل والإنصافَ، وتركتَ متابعة
الأسلاف، وعرفتَ أنَّ الحَقّ ما قام عَلَيْهِ الدَّلِيل، لا ما اتَّفق عَلَيْهِ
العوالِم جيلاً بعد جيل، وقَبيلاً بعد قبيل.
فاعلم أنَّ هَذِهِ
الأُمُور الَّتِي ندَندِنُ حولَ إِنْكَارهَا، وَنَسْعَى فِي هَدم منارها، صادرةٌ
عَن العَامَّة الَّذِينَ إسلامهم تقليدُ الآبَاء بلا دَلِيل،.
****
قَوْله:
«ويَسكتُ عَلَيْهِ عُلَمَاء الإِسْلاَم
الَّذِينَ ثَبَتَت لَهُم الوَطأة فِي جَمِيع جِهَات الدُّنْيَا»؛ هَذِهِ
الشُّبْهَة عَظِيمَة وقوية، وَلَكِن الجَوَاب عَنْهَا ملخص فِيمَا ذَكَرْنَاهُ
قريبًا، وَهَذَا يكثر كُلَّمَا تأخر الزَّمَان؛ فَلَقَد كَانَت بلاد المُسْلِمِينَ
فِي القرون الأُولَى المفضلة خالية من هَذِهِ الآفَة؛ لوجود الأَئِمَّة من
الصَّحَابَة والتابعين، فَلَمَّا استولى الشِّيعَة الفاطميون الَّذِينَ يُسمون
بالباطنية وهم أضل فرق الشِّيعَة، وَمِنْهُم القرامطة، لما استولى هَؤُلاَءِ عَلَى
مِصْر أوجدوا فِيهَا إِحْيَاء الموالد، وأوجدوا فِيهَا البِنَاء عَلَى القبور،
وانتشر هَذَا فِي مِصْر وَمَا حولها وامتد إِلَى الحِجَاز، وَكَانَ هَذَا هُوَ
مبدأ القبورية وَالبِدَع، وصادف هَذَا رغبات الصوفية.
قَوْله:
«قلتُ:» هَذَا الجَوَاب عَمَّا سبق
ذكره من المخالفات العقدية.
قَوْله:
«صادرةٌ عَن العَامَّة الَّذِينَ إسلامهم
تقليدُ الآبَاء بلا دَلِيل»؛ يَعْنِي: هَذِهِ المشاهد الَّتِي عَلَى القبور لم
يعملها عُلَمَاء الشَّرِيعَة، وَإِنَّمَا عملها العَوام أو أهل الضَّلاَل كالشيعة
أو الصوفية، وهؤلاء لا حجة فِي فعلهم، لا تجد أحدًا من العُلَمَاء المعتبرين أيدها
أو أَجَازَهَا أَبَدًا وَإِنَّمَا
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد