ومتابعتهم لَهُم من غير فرق بَين دُبيْر وقُبيْل ([1])، ينشأ الوَاحِد
فِيهِم فيجِدُ أهلَ قريته وَأَصْحَاب بلدته يُلَقِّنُونه فِي الطفولة أن يَهتِفَ
بِاسْم مَن يعتقدون فيه، ويراهم يَنذرون عَلَيْهِ، ويُعظِّمونه، ويرحلون به إِلَى
مَحلِّ قبره، ويلطخونه بترابه،
****
يجيزها أهل الأَهْوَاء وأهل الضَّلاَل، وأهل
المطامع والرغبات، وَقَد أَظْهر الله الأَئِمَّة بعد ركود الدَّعْوَة الصَّحِيحَة
كشيخ الإِسْلاَم ابْن تيمية وتلاميذه الإِمَام ابْن القيم وَابْن كَثِير والذهبي
والمزي وَابْن عبد الهادي، فَقَامُوا بِإِنْكَار هَذَا وبتجديد هَذَا الدّين،
وتجديد العَقِيدَة عَلَى منهج السَّلَف ولله الحَمْد، فَكَانَ هَذَا شجنًا فِي
قلوب هَؤُلاَءِ، وبقيت حجة هَؤُلاَءِ القبوريين حجة داحضة، أَمَّا حجة هَؤُلاَءِ
الأَئِمَّة فَهِيَ حجة بالغة، وَهَكَذَا، قَالَ الله جل وعلا: ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ
بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ﴾ [الأَنْبِيَاء: 18]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ
وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا ٨١وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ
مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ
إِلَّا خَسَارٗا ٨٢﴾
[الإِسْرَاء: 81، 82]، فالحمد لله، فإن هَذَا الدّين قَائِم وحجته قَائِمَة، وله
أَتْبَاع متمسكون به فِي كل زَمَان وَمَكَان، قَد يلقُّون فِي بَعْض الأَوْقَات،
وَلَكِن تقوم بهم الحُجَّة، فَلاَ يُفقد أهل الحَقّ فِي أي زَمَان وَمَكَان.
قَوْله: «ومتابعتهم لَهُم من غير فرق بَين دُبيْر وقُبيْل»؛ أي: إن هَؤُلاَءِ الضُلاَّل عوام أو أشباه عوام، لَيْسَ عِنْدَهُم أَدِلَّة إلاَّ قَوْلهم: وجدنا فُلاَنًا، أو وجدنا آبَاءَنَا عَلَى هَذَا فاتبعناهم.
([1]) في نسخة: بين دنيِّ ومثيل.