قَوْله:
«ينشأ الوَاحِد فِيهِم فيجِدُ أهلَ قريته
وَأَصْحَاب بلدته يُلَقِّنُونه فِي الطفولة أن يَهتِفَ بِاسْم مَن يعتقدون فيه»؛
أهل الضَّلاَل يلقنون أولادهم بالأموات المقبورين ويربونهم عَلَى هَذَا؛ بل
يدرسونهم هَذِهِ الأُمُور فِي مدارسهم.
قَوْله:
«ويرحلون به إِلَى مَحلِّ قبره»؛ أي:
يرحلون بهؤلاء الأَطْفَال إِلَى هَذِهِ القبور، من أجل أن يركزوا فِي عَقَائِدهم
وفي قلوبهم محبة هَذِهِ الأُمُور الشركية؛ حَتَّى ينشؤوا عَلَيْهَا من الصِّغَر
وتتمكن فِي قلوبهم، فتصبح معروفًا ويصبح التَّوْحِيد مُنكرًا. والتربية لها دور
عَظِيم، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ
مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ»، فالفطرة: «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ»
([1])،
فيحرفونه عَن الفِطْرَة السليمة، ويغيرون فطرته إِلَى هَذِهِ المنعطفات الخطيرة ويربون
أولادهم عَلَى هَذَا.
قَوْله: «ويلطخونه بترابه»؛ أي: يلطخون الأَطْفَال بتراب القبر من أجل التبرك، بل قَد يحملون من تراب القبور والأضرحة إِلَى بلادهم، وهذه فتنة عَظِيمَة وَالعِيَاذُ بالله، ولو تراهم عَلَى جبل عرفات مَاذَا يصنعون يَوْم عرفة الَّذِي هُوَ أفضل الأَيَّام لرأيت العجب العجاب؛ فهم يأتون من بلاد بعيدة يتعبون ويخسرون أَمْوَالاً، ويمارسون هَذِهِ الأُمُور فِي أفضل الأَيَّام، وفي أفضل مَكَان، ويرجعون خاسرين وَالعِيَاذُ بالله، النَّاس يدعون ربهم يَوْم عرفة ويتضرعون إِلَيْهِ، وهؤلاء مقبلون عَلَى
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1385)، ومسلم رقم (2658).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد