ويجعلونه طائفًا عَلَى قبره، فينشأ وَقَد قرَّ فِي
قلبه عظمةُ ما يُعظِّمونه، وَقَد صَارَ أعظم الأَشْيَاء عِنْدَهُ مَن يعتقدونه.
فنشأ عَلَى هَذَا الصَّغِير، وشاخَ عَلَيْهِ الكَبِير، ولا يسمعون مِن أَحَد
عَلَيْهِمْ من نكير،
****
الشِّرْك إِلَى أن تغيب الشَّمْس، ثُمَّ ينصرفون
من عرفة وهذه حصيلتهم من هَذَا اليَوْم العَظِيم.
قَوْله:
«ويجعلونه طائفًا عَلَى قبره»؛
يَعْنِي: يدربون الطِّفْل عَلَى الطَّوَاف بالقبور.
قَوْله:
«فينشأ وَقَد قرَّ فِي قلبه عظمةُ ما
يُعظِّمونه، وَقَد صَارَ أعظم الأَشْيَاء عِنْدَهُ مَن يعتقدونه»؛ هَذِهِ هِيَ
التربية السَّيِّئَة، الطِّفْل يَجِب أن يُربى عَلَى التَّوْحِيد وَعَلَى
العَقِيدَة؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا
أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ
عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»
([1])،
هَذِهِ هِيَ التربية الصَّحِيحَة، وهؤلاء عَلَى العكس مِنْهَا، حَيْثُ يربون
أولادهم عَلَى الشِّرْك، وَعَلَى دُعَاء الأَمْوَات وَعَلَى تَعْظِيم الأضرحة.
ومن هُنَا يَجِب العناية التَّامَّة بالمناهج الدراسية، وأن تُجعل العَقِيدَة لها الصدارة فِي تِلْكَ المناهج، وأن تقرر كتب العَقِيدَة الصَّحِيحَة فِي المدارس، وفي سَائِر مراحل التَّعْلِيم، ويعين المدرسون المتخصصون فِي العَقِيدَة علمًا وعملاً، وألاَّ يجعلون التربية عَلَى عادات الغَرْب وأخلاقهم، فَلاَ يربى الأَبْنَاء عَلَى التربية الغربية، فتتغرب عقولهم،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والبزار رقم (9823).
الصفحة 4 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد