ومَن فَعَلَ شَيْئًا من ذَلِكَ لمخلوقٍ حي أو ميت
أو جماد أو غَيره، فقد أَشرَكَ فِي العِبَادَة، وَصَارَ من تُفعَل لَهُ هَذِهِ
الأُمُور إلهًا لعابديه، سَوَاء كَانَ ملكًا أو نبيًّا أو وليًّا أو شجرًا أو
قبرًا أو جنيًّا أو حَيًّا، أو مَيتًا، وَصَارَ العَابِد بِهَذِهِ العِبَادَة أو
بِأَيّ نوعٍ مِنْهَا عابدًا لِذَلِكَ المخلوق مشركًا بالله، وإن أَقَرَّ بالله
وعَبَدَه، فإن إقرار المشركين بالله وتَقَرُّبَهم إِلَيْهِ لم يُخرِجهم
****
قَوْله:
«ومَن فَعَلَ شَيْئًا من ذَلِكَ لمخلوق»
أيًّا كَانَ هَذَا المخلوق.
قَوْله:
«حي أو ميت أو جماد أو غَيره»؛ كشجرٍ
أو حجرٍ، فَهَذَا عبَادَة للمخلوق؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النِّسَاء: 36]، وَكَلِمَة﴿شَيۡٔٗاۖ﴾
نَكِرَة جَاءَت فِي سِيَاق النَّهْي، فتعم كل شَيْء؛ فَلاَ يَجُوزُ الشِّرْك بالله
عز وجل بِأَيّ شَيْء.
قَوْله:
«وَصَارَ من تُفعل لَهُ هَذِهِ الأُمُور
إلها لعابديه»؛ من تُفعل لَهُ هَذِهِ الأُمُور كمن يُركع لَهُ، ويُسجد لَهُ،
ويُطاف بقبره، ويُذبح لَهُ؛ يصير إلهًا لمن فَعَلَ ذَلِكَ لَهُ، فقد جَعَلَه إلهًا
بِهَذِهِ الأفعال.
قَوْله:
«سَوَاء كَانَ ملكًا أو نبيًّا أو وليًّا
أو شجرًا أو قبرًا أو جنيًّا أو حَيًّا أو مَيتًا»؛ فَلاَ يقل أَحَد: أنا لا
أَعبد إلاَّ الصَّالِحِينَ؛ أَعبد الملائكة والرسل والأولياء؛ فالله نهاك عَن
عبَادَة غَيره؛ أيًّا كَانَ، لا الصَّالِحِينَ ولا غير الصَّالِحِينَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد