ليفصل بَين العباد بالحساب حَتَّى يُريحهم من
هَوْل المَوْقِف، وَهَذَا لا شكَّ فِي جوازه، أعني طلب دُعَاء الله تَعَالَى من
بَعْض عباده لِبَعْض، بل قَد قَالَ صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه لمَّا
خرج معتمرًا: «لاَ تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ» ([1]).
وأمرنا الله -
سُبْحَانَهُ - أن ندعو للمؤمنين ونستغفر لَهُم فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿رَبَّنَا
ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا
تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا﴾ [الحَشْر: 10]، وَقَد قَالَت أم سُليم رضي الله
عنها: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَادِمُكَ أَنَسٌ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ» ([2]).
****
مِنْهُمْ أن يدعوا الله لَهُم، لم يطلبوا
مِنْهُمْ أن يخلصوهم من المَوْقِف، وَإِنَّمَا يطلبون مِنْهُمْ أن يدعوا الله أن
يخلصهم من المَوْقِف، فطلب الدُّعَاء من الحَيّ القَادِر الحَاضِر لا بَاس به؛ فقد
فعله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مَعَ عمر رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ: «لاَ تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ».
قَوْله:
«ليفصل بَين العباد بالحساب حَتَّى
يُريحهم من هَوْل المَوْقِف، وَهَذَا لا شكَّ فِي جوازه»؛ أي: لا أَحَد
يَقُول: إنه لا يَجُوز.
قَوْله:
«بل قَد قَالَ صلى الله عليه وسلم لعمر
رضي الله عنه لمَّا خرج معتمرًا: «لاَ تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ»»؛
فَالرَّسُول طلب من عمر رضي الله عنه أن يَدْعُو لَهُ فِي عمرته، وَكَانَ عمر رضي
الله عنه يتشرف بأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم طلب مِنْهُ أن يَدْعُو الله
لَهُ.
وَكَذَلِكَ هَذَا صَرِيح فِي القُرْآن، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [مُحَمَّد: 19]، فالله أمرنا أن نستغفر لغيرنا من الأَحْيَاء
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1498)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» رقم (385).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد