من اتخاذ الأنداد، فلا يتخذون له ندا، ولا يدعون
معه أحدا، ولا يتكلون إلاَّ عليه،
ولا يَفزعون فِي
كل حَال إلاَّ إِلَيْهِ، ولا يَدْعُونه بِغَيْر أسمائه الحُسْنَى، ولا
يَتَوَصَّلون إِلَيْهِ بالشفاء؛ ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ
عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255]،
****
قَوْله: «من اتخاذ الأَنْدَاد» وهم الشُّرَكَاء، فَلْيُتَنَبَّهْ لها
وَيُعَلَّمْ لِلنَّاسِ ويُبَيَّن لَهُم؛ فإن أَكْثَر النَّاس غافلون مقلِّدون
مطيعون لدعاة الضَّلاَل، الَّذِينَ يُرِيدُونَ مصالحهم الدنيوية ومنافعهم، فَلاَ
بُدَّ لطلبة العِلْم أن يتنبهوا ويُقَوِّموا ويُبَصِّروا النَّاس بِهَذَا الأَمْر
ويَشرَحُوه لَهُم بحكمةٍ وموعظةٍ حسنة؛ فإنه إِذا حَصَلَ هَذَا اهتدى من يُرِيد
الله هدايته.
قَوْله:
«فَلاَ يَتخذون لَهُ ندًا»؛ يَعْنِي:
شريكًا.
قَوْله:
«ولا يَدْعُون مَعَهُ أحدًا»؛ قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ
ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، وَ قَوْله: ﴿أَحَدٗا﴾
نَكِرَة فِي سِيَاق النَّهْي تعمُّ كل أَحَدٍ: الملائكة والرسل والصالحين...
قَوْله:
«ولا يَتَّكِلُون إلاَّ عَلَيْهِ»؛
يَعْنِي: لا يُفوِّضون أمورهم إلاَّ إِلَى الله، ولا يَعتمدون إلاَّ عَلَى الله؛
فَلاَ يَعتمدون عَلَى القبور والأضرحة والأشجار والأحجار، وأنها تَقضِي حوائجهم
وتُفرِّج كرباتهم.
قَوْله: «ولا يفزعون فِي كل حَال إلاَّ إِلَيْهِ»؛ أي: عِنْدَ الشَّدَائِد لا يلجؤون إلاَّ إِلَيْهِ سبحانه وتعالى قَالَ تَعَالَى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [النَّمْل: 62]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ﴾ [الإِسْرَاء: 67]،
الصفحة 1 / 231