وَقَد ذكر العُلَمَاء أن من تزيَّا بزيِّ
الكُفَّار صَارَ كافرًا، ومن تكلَّم بِكَلِمَة الكفر صَارَ كافرًا، فَكَيْفَ بمن
بلغ هَذِهِ الرتبة اعْتِقَادًا وقولاً وفعلاً؟
****
قَوْله:
«بل رأسها وأَساسها الاِعْتِقَاد»؛
فرأسها الاِعْتِقَاد بالقلب، وَكَذَلِكَ الممارسات بالجوارح كالصلاة وَالصِّيَام
وَالحجّ... إِلَى آخِرِهِ؛ وَلِهَذَا يَقُول شَيْخ الإِسْلاَم ابْن تيمية رحمه
الله فِي تعريف العِبَادَة: «اسْمٌ جَامع
لكُلِّ ما يُحبُّهُ اللهُ ويرْضاهُ: منْ الأَقْوَال وَالأَعْمَال الْباطنة
وَالظَّاهِرَة» ([1])،
هَذَا الاِسْم الجَامِع لِلْعِبَادَةِ.
قَوْله:
«وَقَد حَصَلَ فِي قلوبهم ذَلِكَ»؛
أي: حَصَلَ فِي قلوبهم الاِعْتِقَاد بِتَعْظِيم هَؤُلاَءِ.
قَوْله:
«بل يُسَمُّونَهُ مُعْتَقدًا، ويصنعون
لَهُ ما سمعته مِمَّا تفرَّع عَن الاِعْتِقَاد من دُعَائِهِم وندائهم والتوسل بهم
والاستغاثة والاستعانة والحلف وَالنَّذْر، وغير ذَلِكَ»؛ أي: لولا أَنَّهُم
يعتقدون فِي قلوبهم فِي هَؤُلاَءِ ما فعلوا هَذِهِ الأَعْمَال لَهُم وتقربوا بها
إِلَيْهِمْ، فَهَذِهِ مغالطة وجهل بِمَعْنَى العِبَادَة أو تجاهل لَهُ.
قَوْله: «وَقَد ذكر العُلَمَاء أن من تزيَّا بزيِّ الكُفَّار صَارَ كافرًا»؛ فالكفر لا يقتصر عَلَى السُّجُود وَالرُّكُوع لغير الله، والذبح وَالنَّذْر لغير الله، بل جَاءَ فِي الحَدِيث: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([2])، قَالَ شَيْخ الإِسْلاَم رحمه الله: أَقَلّ أَحْوَال هَذَا الحَدِيث أنه يدل عَلَى تَحْرِيم
([1]) مجموع الفتاوى (10/ 149).
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد