فرآه جندب رضي الله عنه، فذهب إِلَى بَيْته فاشتمل
عَلَى سيفه، فَلَمَّا دَخَلَ السَّاحِر فِي البَقَرَة، قَالَ جندب: أَتَأْتُونَ
السّحر وأنتم تبصرون؟ ثُمَّ ضرب وسط البَقَرَة، فقطعها، وقطع السَّاحِر مَعَهَا،
فانذعر النَّاس، فحبسه الوليدُ، وكتب بِذَلِكَ إِلَى عثمان رضي الله عنه، وَكَانَ
عَلَى السّجْن رَجُل نَصْرَانِيّ، فَلَمَّا رأى جندبًا يقوم اللَّيْل ويصبحُ
صَائِمًا، قَالَ النَّصْرَانِيّ: والله إنَّ قومًا هَذَا شرُّهم لقوْمُ صدق،
فوكَّل بالسِّجن رجلاً، ودخل الكُوفَة فَسَأَلَ عَن أفضل أهلها، فَقَالُوا:
الأَشْعَث بْن قيس، فاستضافه فرأى أبا مُحَمَّد - يَعْنِي الأَشْعَث - ينام
اللَّيْل ويصبح فيدعو بغدائه، فخرج من عِنْدَهُ وَسَأَلَ: أيُّ أهل الكُوفَة أفضل؟
فَقَالُوا: جَرير بْن عَبْد اللهِ، فوجده ينام، ثُمَّ يصبح فيدعو بغدائه. فاستقبل
القبلةَ فَقَالَ: رَبِّي رَبُّ جُنْدُب، وديني دينُ جندب، وَأسلم.
وأخرجه: البيهقي
فِي «السُّنَن الكبرى» ([1]) بمغايرة فِي
القِصَّة، فذكر بسنده إِلَى أبي الأسود: أنَّ الوليد بْن عقبة كَانَ فِي العِرَاق
يلعب بَين يَدَيْهِ
****
قَوْله:
«فرآه جندب»؛ هُوَ جندب بْن كعب رضي
الله عنه.
قَوْله:
«فَلَمَّا رأى جندبًا يقوم اللَّيْل
ويصبحُ صَائِمًا»؛ أي: فِي السّجْن يصلي بالليل، ويصوم بِالنَّهَارِ، وَهُوَ
صَحَابِيّ رضي الله عنه.
قَوْله: «والله إنَّ قومًا هَذَا شرُّهم»؛ شرَّهم لأنه مسجون، وَمَعَ هَذَا يصوم بِالنَّهَارِ ويصلي بالليل.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد