يعتقدون فِيهَا ويُعظِّمونها وينذرون لها، ويهتفون
بِأَسْمَائِهَا ويحلفون بها، ويطوفون بفناء القبور، ويُسْرجونها، ويلقون عَلَيْهَا
الأوراد والرياحين، ويُلبسونها الثِّيَاب، ويصنعون كلَّ أمر يقدرون عَلَيْهِ من
العِبَادَة لها، وَمَا فِي مَعْنَاهَا من التَّعْظِيم والخضوع والخشوع والتذلُّل
والافتقار إِلَيْهَا. بل هَذِهِ مَسَاجِد المُسْلِمِينَ غالبُها لا يَخْلُو عَن
قبر أو قَرِيب مِنْهُ، أو مَشهد يقصده المصلُّون فِي أوقات الصَّلاَة، يَصنعون فيه
ما ذكر أو بَعْض ما ذكر، ولا يسعُ عقلُ عاقل أنَّ هَذَا منكرٌ يبلُغُ إِلَى ما
ذكرتَ مِن الشناعة، ويَسكتُ عَلَيْهِ عُلَمَاء الإِسْلاَم الَّذِينَ ثَبَتَت لَهُم
الوَطأة فِي جَمِيع جِهَات الدُّنْيَا.
****
المُسْلِمِينَ، وَهِيَ جزيرة العَرَب الَّتِي
بُعث فِيهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، والحمد لله أن الحُجَّة قَائِمَة،
وإن خالفها أَكْثَر النَّاس، ومن أَرَادَ الحَقّ وجده، ومن لم يرد الحَقّ
وَإِنَّمَا يُرِيد أن يتبع هَوَاه فَهَذَا لن تملك لَهُ من الله شَيْئًا.
قَوْله:
«يعتقدون فِيهَا ويُعظِّمونها وينذرون
لها...»؛ نعم هَذَا الغَالِب فِي بلاد المُسْلِمِينَ.
قَوْله:
«ويُلقون عَلَيْهَا الأوراد والرياحين»؛
أي: يطيبونها بأنواع الطّيب، والبخور، والعطورات، ترغيبًا فِي زِيَارَتهَا.
قَوْله:
«ويُلبسونها الثِّيَاب»؛ أي: يسترونها
بالستائر كما تستر الكَعْبَة المشرفة.
الصفحة 3 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد