يَقُول: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ
مِنْكُمْ، فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: بِاللاَّتِ وَالعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ
إلاَّ اللَّهُ» ([1])، وَهَذَا يدلُّ
عَلَى أنَّه ارتدَّ بالحلف بالصَّنم، فأمره أن يُجدِّد إِسْلاَمه، فإنَّه قَد كفر
بِذَلِكَ،
****
قَوْله:
«وَهَذَا يدلُّ عَلَى أنَّه ارتدَّ بالحلف
بالصَّنم، فأمره أن يُجدِّد إِسْلاَمه»؛ هَذَا ظَاهِر الحَدِيث، وأنه إِذا حلف
بالصنم ارتد عَن دين الإِسْلاَم؛ لأن الرَّسُول أمره بالنطق بِالشَّهَادَةِ
فَدَلَّ عَلَى أنه ارتد وَيَحْتَاج إِلَى التَّوْبَة وَالدُّخُول فِي الإِسْلاَم
من جديد.
والعلماء
يَقُولُونَ: إن الحَلِف بِغَيْر الله فيه تَفْصِيل:
إن
كَانَ لا يقصد تَعْظِيم المحلوف به كما يعظم الله، فَهَذَا شرك أصغر.
أَمَّا
إن كَانَ يعظم المحلوف به كما يعظم الله أو أشد، فإن هَذَا شرك أَكْبَر.
وأمر
النَّبِيّ الحَالِف باللات أن يتلفظ بـ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ؛ لأن من مقتضى «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» أن لا يحلف
إلاَّ بالله؛ لأن الحَلِف تَعْظِيم للمحلوف به، وَهَذَا قَد يصل إِلَى حَدّ الكفر
والشرك إِذا عظَّم المحلوف به كما يعظم الله، ولا شك أن هَذَا كفر وردة؛
وَلِذَلِكَ أمره النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ».
وَإِذَا كَانَ هَذَا فِي كَلِمَة وَاحِدَة قَالَهَا رَجُل فكفر بها وأُمر بتجديد إِسْلاَمه بالنطق بِالشَّهَادَةِ، فَكَيْفَ بمنْ يعبد الأَشْجَار والأحجار والقبور
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6107) ومسلم رقم (1647).
الصفحة 3 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد