حذو القُذَّة بالقُذَّة، فاعتقدوا فِيهِم ما لاَ
يَجُوز أن يُعتقد إلاَّ فِي الله، وجعلوا لَهُم جُزْءًا من المَال، وقصدوا قبورهم
من ديارهم البَعِيدَة لِلزِّيَارَةِ، وطافوا حول قبورهم، وَقَامُوا خاضعين عِنْدَ
قبورهم، وهتفوا بهم عِنْدَ الشَّدَائِد، ونحروا تقربًا إِلَيْهِمْ.
****
قَوْله:
«فهؤلاء القبوريُّون والمعتقدون فِي
جُهَّال الأَحْيَاء وضُلاَّلهم سلكوا مسالك المشركين»؛ أي: فهؤلاء الَّذِينَ
يدَّعون الإِسْلاَم سلكوا مسلك المشركين الَّذِينَ لم يُسلِموا، بل هُم أشد من
المشركين؛ لأَِنَّهُم يدْعون الأَمْوَات والأضرحة، ويتبركون بالأحجار والأشجار،
ألاَّ ترون يَوْم عرفة هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يصعدون جبل عرفة ويلحسون الحَصَى،
ويتعلقون به، ويركعون ويسجدون عَلَيْهِ، ويصلُّون إِلَى العَمُود الَّذِي فَوْقَ
الجَبَل ويتمسحون به؟ وتتعجب من هَذَا؛ كيف يصل الإِنْسَان إِلَى هَذِهِ
الدَّرَجَة، وفي هَذَا اليَوْم العَظِيم المُبَارَك فيشرك بالله عز وجل ؟! نسأل
الله العَافِيَة.
قَوْله:
«حذو القُذَّة بالقُذَّة»؛ أي: قذة
السَّهْم؛ لأن السَّهْم لَهُ قذتان، فالذي يصنع السَّهْم يجعل لَهُ ريشتين، تسميان
القذتين، من أجل أن يتعادل فِي الهَوَاء ولا يسقط، ولاَ بُدَّ ان تَكُون كل قذة
مساوية لِلأُخْرَى؛ لئلا يسقط السَّهْم، مِثْل جناحي الطَّائِر لاَ بُدَّ أن
يتساويا.
قَوْله:
«فاعتقدوا فِيهِم ما لاَ يَجُوز أن يُعتقد
إلاَّ فِي الله»؛ أي: اعتقدوا فِي المخلوقين ما لاَ يَجُوز اعْتِقَاده إلاَّ
فِي الله؛ من جلب الأَرْزَاق وشفاء الأَمْرَاض، وإنجاب الأَوْلاَد... وغير ذَلِكَ،
بل أَنَّهُم لا يدْعون الله أَبَدًا، بل يدْعون الأَمْوَات والأضرحة، ولا يذهبون
إِلَى بيوت الله فِي المَسَاجِد، بل يذهبون إِلَى الأضرحة وإلى القبور؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد