قَوْله:
«فإن قلت: هَؤُلاَءِ القبوريون
يَقُولُونَ: نَحْنُ لا نشرك بالله تَعَالَى، ولا نجعل لَهُ ندًّا، والالتجاء إِلَى
الأَوْلِيَاء وَالاِعْتِقَاد فِيهِم لَيْسَ شركًا!»؛ هَذِهِ شُبْهَة ثَانِيَة،
وَهَذَا الكَلاَم يشبه كَلاَم الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه الله
عَن هَذِهِ الشُّبْهَة فِي كِتَابه «كشف
الشُّبُهَات».فهم يَقُولُونَ: إن الشِّرْك عبَادَة الأَصْنَام، وَنَحْنُ لا
نعبد الأَصْنَام، نَحْنُ نعبد أولياء صالحين من عباد الله.
·
نَقُول
لَهُم:
أولاً:
الشِّرْك لَيْسَ مقصورًا عَلَى عبَادَة الأَصْنَام، الشِّرْك يشمل كل من دَعَا غير
الله: من صنمٍ، أو قبرٍ، أو ولي، أو جن، أو إنس، هَذَا هُوَ الشِّرْك، دون
النَّظَر إِلَى المُتَعَلّق به هَل هُوَ صنم أو بشر، فَلَيْسَ هُنَاك فرق بَين
هَذَا وَهَذَا.
ثَانِيًا:
أن المشركين الأَوَّلين فِي الجَاهِلِيَّة كَانُوا يعبدون الصَّالِحِينَ؛ فقوم
نُوح مَنْ عبدوا؟ عبدوا: ودًّا وسواعًا ويعوق ونسرًا ويغوث، وهؤلاء رِجَال صالحون
وأولياء من أولياء الله، لما ماتوا عكفوا عَلَى قبورهم؛ فأول شركٍ وقع فِي الأَرْض
هُوَ عبَادَة الصَّالِحِينَ، والغلو فِيهِم. وَقُرَيْش وَكُفَّار العَرَب
الَّذِينَ بُعث إِلَيْهِمْ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يعبد
الملائكة، وَمِنْهُم مَنْ يعبد الصَّالِحِينَ مِثْل هَؤُلاَءِ ومثل الَّذِينَ
كَانُوا يعبدون المسيح عليه السلام؛ ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا
مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا
لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ
عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾
[التَّوْبَة: 31]، فَلَيْسَ شركهم مقصورًا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد