ولو عرف النَّاذرُ بطلان ما أَرَادَه ما أخْرج
درهمًا، فإنَّ الأَمْوَال عزيزةٌ عِنْدَ أهلها، قَالَ الله تَعَالَى... ﴿إِنَّمَا
ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ
أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسَۡٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ ٣٦إِن يَسَۡٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ
تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ ٣٧﴾ [مُحَمَّد: 36،
37].
فالواجبُ تعريفُ
من أخْرج النَّذْر بأنَّه إضاعةٌ لماله، وأنَّه لا ينفعه ما يُخرجه ولا يدفع
عَنْهُ ضَرَرًا، وَقَد قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ النَّذْر لاَ يَأْتِي
بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ» ([1])،
****
قَوْله:
«إلاَّ مُعْتَقدًا لجلب نفعٍ أَكْثَر
مِنْهُ أو دفع ضَرَر»؛ فَكَيْفَ يبذل شَيْئًا هُوَ أنفسُ شَيْء عِنْدَهُ
وَأحبّ شَيْء إِلَيْهِ، تعب فِي تحصيله، فيرخص عِنْدَهُ إلاَّ لاِعْتِقَاد فِي
قلبه؟
قَوْله:
«فالنَّاذرُ للقبر ما أخْرج ماله إلاَّ
بِذَلِكَ»؛ أي: الَّذِي ينذر مالاً للقبر - وَقَد يَكُون مالاً كَثِيرًا
للأموات - ما فعل هَذَا إلاَّ لأنه يعتقد أنها تنفعه وتضره، «وَهَذَا اعْتِقَاد بَاطِل».
قَوْله:
«ولو عرف النَّاذرُ بطلان ما أَرَادَه ما
أخْرج درهمًا»؛ أي: لو عرف الناذر أن ما يفعله بَاطِل ما ضيّع ماله الَّذِي
هُوَ أنفس شَيْء وأغلى شَيْء عِنْدَهُ.
قَوْله:
«فإنَّ الأَمْوَال عزيزةٌ عِنْدَ أهلها»؛
وَلِذَلِكَ يتقاتلون عَلَيْهَا.
وَقَوْله تَعَالَى: ﴿وَلَا يَسَۡٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ﴾ [مُحَمَّد: 36]؛ أي: لا يسألنا أموالنا كلها، وَإِنَّمَا أمرنا بالتصدق بِشَيْءٍ مِنهَا ولو قليلاً. وَالزَّكَاة سهلة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6608)، ومسلم رقم (1639).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد