يسيرة
فِي الأَمْوَال: ربع العشر، أو نصف العشر، أو العشر كَامِلاً أَحْيَانًا. والعشر
واحد من عَشَرَة، فأعلى شَيْء فِي الزَّكَاة: العشر، وَهُوَ قَلِيل؛ ولو أَنَّ
اللهَ طلب منا أن نخرج أموالنا كلها لبخلنا، ﴿إِنَّمَا
ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ
أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسَۡٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ ٣٦إِن يَسَۡٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ
تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ ٣٧﴾
[مُحَمَّد: 36، 37]، فالأموال عزيزة عِنْدَ الإِنْسَان.
قَوْله:
«فالواجبُ تعريفُ من أخْرج النَّذْر
بأنَّه إضاعةٌ لماله، وأنَّه لا ينفعه ما يُخرجه ولا يدفع عَنْهُ ضَرَرًا»؛
أي: الوَاجِب عَلَى العَالم أن يُبين للناذر لغير الله أنه قَد ضيّع ماله، وَأشْرك
بالله وعصى ربه فِي ذَلِكَ، هَذَا الوَاجِب عَلَى العُلَمَاء؛ وَلِهَذَا قَالَ صلى
الله عليه وسلم: «إنَّ النَّذْر لاَ
يَأْتِي بِخَيْرٍ»، فَلاَ يدفع ضَرَرًا ولا يأتي بخير، «وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ»؛ أي: الَّذِي لا ينشط
عَلَى العِبَادَة إلاَّ بنذر فَهَذَا بخيل، ولا ينشط عَلَى الصَّدَقَة إلاَّ بنذر
فَهَذَا بخيل، فَهُوَ لا يتصدق إلاَّ إِذا نذر، وَكَانَ ينبغي لَهُ أن يتصدق
ويُخرج من غير نذر؛ تقربًا إِلَى الله عز وجل بِأَعَزّ ما يملك ويحب وَهُوَ
المَال، قَالَ تَعَالَى: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا
تُحِبُّونَۚ﴾ [آلَ عِمْرَانَ: 92]،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيُطۡعِمُونَ
ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا﴾ [الإِنْسَان: 8] فهم يحبونه وَلَكِنَّهُم يبذلونه لله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد