×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

ويجب رده إِلَيْهِ.

وَأَمَّا القَابِض للنَّذر فإنَّه حرامٌ عَلَيْهِ قبضه؛ لأنَّه أكْلٌ لمِال الناذر بِالبَاطِلِ، لا فِي مقابلة شَيْء، وَقَد قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ [البَقَرَة: 188]؛ ولأنَّه تقريرٌ للناذر عَلَى شركه وقُبح اعْتِقَاده ورضاه بِذَلِكَ،

****

  قَوْله: «ويجب رده إِلَيْهِ»؛ يَجِب ردُّ هَذَا المَال إِلَى الناذر؛ لأنه أخرجه: وضيعه، وَذَلِكَ بَعْدَ أَن يُبين لَهُ، وَلَكِن الوَاقِع هُوَ عكس هَذَا؛ وَهُوَ أن النذور يُجعل لها صناديق واستقبال وجباية عِنْدَ بَعْض البِلاَد، فهم يساعدونهم ويوهمونهم أن هَذَا مَشْرُوع وأن هَذَا فيه نفع، ويقولون: الولي تقبَّل نذرك!، وهم الَّذِينَ يتقبلونه، والميت لا يدري عَنْهُ ولا يرضي به، وَإِنَّمَا هُم الَّذِينَ تقبلوه وفرحوا به.

قَوْله: «وَأَمَّا القَابِض للنَّذر فإنَّه حرامٌ عَلَيْهِ قبضه»؛ وَلَكِنَّهُم يقبضونه ويجعلون لَهُ الصناديق والإيرادات ويشجعون عَلَيْهِ المساكين، ويقولن لَهُم: هَنِيئًا لكم تُقُبِّلت نذوركم!

قَوْله: «لأنَّه أكْلٌ لمِال الناذر بِالبَاطِلِ، لا فِي مقابلة شَيْء»؛ فالذي يَأْخُذ هَذِهِ النذور يَأْكُل أَمْوَال النَّاس بِالبَاطِلِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ [النِّسَاء: 29]، وَهَذَا أعظم البَاطِل وَالعِيَاذُ بالله، فَقَوْله تَعَالَى: ﴿لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ؛ أي: بِغَيْر حَقّ، ﴿إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ [النِّسَاء: 29].


الشرح