فَكَيْفَ
بمن يَجعل للوليِّ خاصيةَ الإِلَهِيَّة ويُناديه للملمات ([1])؟!
****
وَلَكِنَّهُم كُفَّار بِإِجْمَاع المُسْلِمِينَ،
لِمَاذَا؟ لأَِنَّهُم أثبتوا نبوة القادياني فزادوا نبيًّا لَمْ يَكُن من
الأَنْبِيَاء، فمن جحد نبيًّا أو زَادَ نبيًّا فَهُوَ كافر، وإن كَاَنْ يَقُولَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» فتنبه
لِذَلِكَ.
قَوْله:
«ألاَ تَرَى أن بني حَنِيفة كَانُوا
يشهدون أن لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وأن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ويُصَلُّون، وَلَكِن
قَالُوا: إنَّ مُسيلمة نَبِيّ، فقاتلهم الصَّحَابَة وسَبَوْهُم»؛ وَقَد ظهر
مُدَّعو النبوة فِي آخر حياة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: مسيلمة فِي اليمامة،
والأسود العَنسِيّ فِي اليَمَن، وَتُوُفِّيَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وهم
موجودون، فقام الصَّحَابَة مِنْ بَعْده بقتلهم؛ فالذين فِي اليَمَن من
المُسْلِمِينَ قتلوا الأسود العَنسِيّ، والذين فِي المَدِينَة وَمَا حولها قاتلوا
بني حنيفة فِي اليمامة فِي معركة اليمامة قتالاً شديدًا ضَارِيًا، واستشهد فِيهَا
كَثِير من صَحَابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، لا سيما القُرَّاء حفظة
القُرْآن، وفي النهاية نصر الله المُسْلِمِينَ، وقُتل مسيلمة الكذاب ومن مَعَهُ،
وهم يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»
ويصلون ويصومون، وَلَكِن لما أقرَّوا بنبوة مسيلمة ارتدُّوا وكفروا، فَلَيْسَ
المرادُ النطقَ بـ «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»
فَقَط.
قَوْله: «فَكَيْفَ بمن يَجعل للوليِّ خاصيةَ الإِلَهِيَّة ويُناديه للملمات؟!»؛ إِذا كَانَ مَنْ جعل لرجل الرِّسَالَة والنبوة فَهُوَ كافر، فَكَيْفَ بمَنْ جعل لرجل خصائص الله جل وعلا، فدعاه واستغاث به إِلَى آخر ما يفعلون؟! هَذَا أَوْلَى بالكفر من غَيره.
([1]) في نسخة: للمهمات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد