وَهَذَا
أميرُ المؤمنين عَلِيّ بْن أبي طالب رضي الله عنه حرَّق أَصْحَاب عَبْد اللهِ بْن
سَبَأ،..
****
كَانَ
رَجُل يُقَال لَهُ: «ابْن السَّوْدَاء»،
وَهُوَ عَبْد اللهِ بْن سَبَأ من يهود اليَمَن، دسَّه اليهود ليفسدوا الإِسْلاَم،
فَأَظْهر الإِسْلاَم، مثلما دس اليهود «بولس»
عَلَى دين المسيح عليه السلام، فأفسدوا دين المسيح، وَقَالُوا بالتثليث وأَنَّ
اللهَ ثَالِث ثَلاَثَة، وبدل أن يَكُون المسيح ابْن مَرْيَم عَبْد اللهِ ورسوله،
قَالُوا: إنه ابْن الله، وَهَذَا دسَّه عَلَيْهِمْ «بولس» اليَهُودِيّ الَّذِي ادَّعى أنه تنصَّر وترك اليهودية، ويحب
المسيح ودين المسيح، فصدَّقه النصارى، وضل أكثرهم، وكفروا بسببه.
مِثْل
هَذَا عَمِل اليهودُ مَعَ الإِسْلاَم، فدسُّوا عَبْد اللهِ بْن سَبَأ الملقب
بِابْن السَّوْدَاء؛ لأن أمة حبشية سوداء، فادَّعى الإِسْلاَم وجاء إِلَى المَدِينَة،
فأخذ يحرِّض النَّاس عَلَى عثمان عليه السلام فِي خلافته، ويتنقَّصُه عِنْدَ
النَّاس، ويقول: إنه ابتز الأَمْوَال وفعل وفعل، فصدقه بَعْضهم، وأنتم تعلمون أن
الدعايات يَكُون لها رواج، فصدقه بَعْض الدَّهْمَاء وَالشَّبَاب، ثُمَّ إنه انتبه
لَهُ المُسْلِمُونَ فطُرد من المَدِينَة، فذهب إِلَى مِصْر فوجد أناسًا كثيرين
روَّج لديهم هَذِهِ الفكرة، فصدقوه وأبغضوا عثمان رضي الله عنه، ثُمَّ تألف
مِنْهُمْ جَمَاعَة جاؤوا إِلَى المَدِينَة ثائرين عَلَى عثمان، وَلَمْ يأت معهم
هَذَا الخَبِيث، بل كَانَ مختفيًا؛ لأنه لو أُمسك به لقتل، وَلَكِن ظلّ مختفيًا
ويعمل فِي الخفاء، جاؤوا إِلَى عثمان عَلَى أَنَّهُم يُرِيدُونَ أن يتفاوضوا
مَعَهُ، وطوَّقوا بَيْت أمير المؤمنين عَلَى أَنَّهُم يُرِيدُونَ التفاهم مَعَهُ،
فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل تسوروا عَلَيْهِ رضي الله عنه وَهُوَ يصلي ويتهجد ويقرأ
القُرْآن، وقتلوه رضي الله تَعَالَى عَنْهُ.