×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

وَالأَرْض، وأنه الَّذِي يَملك السَّمْع والأبصار والأفئدة، قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ [يُونُس: 31]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٤سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٨٥قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٨٧قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٨سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ ٨٩ [المُؤْمِنُون: 84- 89].

****

قَوْله: «ويُخرج المَيِّت من الحَيّ»؛ يُخرِج البَيْضَة الميتة من الدَّجَاجَة الحَيَّة، كَذَلِكَ يُخرِج الكَافِر من المسلم، المسلم حيٌّ معنويًّا وَالكَافِر ميتٌ معنويًّا فالله جل وعلا هُوَ الَّذِي يُخرِج الحَيّ من المَيِّت، وَكَذَا يُخرِج المَيِّت من الحَيّ، وَكَذَا النطفة الميتة يُخرِج الله مِنْهَا الإِنْسَان، فَهَذِهِ قدرة الله سبحانه وتعالى.

قَوْله: «وأنه الَّذِي يملك السَّمْع والأبصار والأفئدة»، هَذِهِ كلها لا يَملكها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمۡعَكُمۡ وَأَبۡصَٰرَكُمۡ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِهِۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ ثُمَّ هُمۡ يَصۡدِفُونَ [الأَنْعَام: 46]، لو ذَهَب سَمعُكَ لا أَحَد يستطيع أن يَرُدَّه عَلَيْك إلاَّ الله سُبْحَانَهُ، وَكَذَا لو ذَهَب بَصَرُكَ لا أَحَد يستطيع أن يَرُدَّهُ عَلَيْك إلاَّ الله سبحانه وتعالى.


الشرح