×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

 قَوْله تَعَالَى: ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ [يُونُس: 31]؛ أي: تتقون وتَعبدون الله الَّذِي تُقِرُّون بأنه يَفْعَل هَذِهِ الأَشْيَاء، وأن غَيره لا يَفعلها.

وَقَوْله تَعَالَى: ﴿قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [المؤمنون: 84] مِمَّن لا يَملكون ضَرًّا ولا نَفعًا ولا موتًا، ولا حياةً، ولا نشورًا، ﴿وَمَن فِيهَآ من المخلوقات، ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ فما دامت لله فإنه لا يَستحق العِبَادَة إلاَّ الله، ولو سألتهم: ﴿مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ [المؤمنون: 86] العَرْش الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ المخلوقات وَهُوَ فَوْقَ المخلوقات ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ، قَوْله تَعَالَى: ﴿وَهُوَ يُجِيرُ؛ أي: عَبْده إِذا استعاذ به ولجأ إِلَيْهِ واستجار به، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ مَن طَلَبَه اللهُ فَلاَ أَحَد يَمنَعُه مِنْهُ، يُوصِل إِلَيْك عَذَابه وأنت فِي أي مَكَان، ولو كنت فِي حصونٍ مغلَقةٍ فالله قَادِر عَلَيْك، لا تَفُوت عَلَى الله؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [العَنْكَبُوت: 4]، فَإِذَا طَلَبَهم اللهُ فَلاَ يَمنَع اللهَ عَنْهُم لا جنودٌ، ولا أسلحةٌ، يأتيك الموت وأنت عَلَى فراشك، ولا أَحَد يستطيع أن يَمنعك مِنْهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ ٨٣وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ ٨٤وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ ٨٥فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ ٨٦تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٨٧ [الوَاقِعَة: 83- 87]، ﴿تَرۡجِعُونَهَآ؛ أي: تَرجِعون الرُّوح إِلَى مَكَانهَا؛ تحديات من الله سبحانه وتعالى.


الشرح