من عافية مريضه أو قدوم غائبه أو نيله لأي مطلبٍ
من المَطالب، فإن هَذَا هُوَ الشِّرْك بِعَيْنِهِ الَّذِي كَانَ ويكون عَلَيْهِ
عُبَّادُ الأَصْنَام، وَالنَّذْر بالمال عَلَى المَيِّت ونحوه، والنحر عَلَى القبر
والتوسل به وطلب الحَاجَات مِنْهُ، وَهُوَ بِعَيْنِهِ الَّذِي كَانَت تَفعَلُه
الجَاهِلِيَّة،
****
قَوْله:
«أو نيله لأي مطلب من المَطالب»؛
فالميت لا يُطلب مِنْهُ شَيْء؛ لأنه قَد انْقَطَعَ عمله، أَمَّا الحَيّ فيُطلب
مِنْهُ ما يقدر عَلَيْهِ من الإعانة والإغاثة، فَلاَ بَأْسَ أن تقول: يا فلان هَات
لي من السُّوق كَذَا، يا فلان ساعدني فِي بِنَاء كَذَا، أحْمل معي هَذَا المَتَاع،
فَالشَّيْء الَّذِي قدر عَلَيْهِ الحَيّ المخلوق الحَاضِر لا بَاس به، أَمَّا
الشَّيْء الَّذِي لا يقدر عَلَيْهِ فَلاَ يَجُوزُ أن يُطلب من المخلوق؛ ولو كَانَ
حَيًّا وحاضرًا.
قَوْله:
«من عافيةٍ مريضه»؛ فَهَذَا لا يقدر
عَلَيْهِ إلاَّ الله.
قَوْله:
«أو قدوم غائبه»؛ من الَّذِي يرد
الغَائِب إلاَّ الله؟! فَلاَ يقدر أَحَد أن يرد الغَائِب إلاَّ الله، وَكَذَلِكَ رد
الضَّالَّة الضائعة، فَهَذَا لا يقدر عَلَيْهِ إلاَّ الله.
قَوْله:
«فإن هَذَا هُوَ الشِّرْك بِعَيْنِهِ»؛
الشِّرْك الأَكْبَر بِعَيْنِهِ، وهم يُسَمُّونَهُ التوسل والتشفع... إِلَى
آخِرِهِ، فالأسماء لا تغير الحقائق، فلو سميت الخَمْر عسلاً أو سميت السُّمّ عسلاً
ما تغير، فَهُوَ سمٌّ وَخَمْر، والاسم لا يغير الحقيقية، إِذا سموا الشَّيْء
بِغَيْر اسمه لا يقلبه إِلَى غَيره أَبَدًا. وَسَيَأْتِي فِي كَلاَم المُؤَلِّف.
قَوْله:
«الَّذِي كَانَ ويكون عَلَيْهِ عُبَّاد
الأَصْنَام»؛ عباد الأَصْنَام والأشجار والأحجار، فَلاَ فرق بَين هَؤُلاَءِ
وبين من يعبد الأَصْنَام.
الصفحة 2 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد