×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

 الله الله؛ بل يُقَال: هُوَ هُوَ! ويسمون هَذَا ذكرًا، فَهَلْ الاِسْم المفرد يَكُون ذكرًا؟! «الله الله» هَل هَذَا ذكر؟! لا، لاَ بُدَّ أن يَكُون جُمْلَة مِثْل: «الله أَكْبَر»، «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، «أستغفر الله»، «سبحان اللهِ»، هَذَا هُوَ الذّكر، لاَ بُدَّ أن يَكُون كَلاَمًا تامًّا وَلَيْسَ كَلِمَة وَاحِدَة فَقَط مِثْل: «الله الله»، «هُوَ هُوَ» وَبَعْضهم يبرر هَذَا الفِعْل فيقول: أنا أَخَاف أن أموت قبل أن أكمل قَوْل: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، فأقول: «الله الله»، وَهَكَذَا يتدرج بهم الشَّيْطَان - وَالعِيَاذُ بالله - إِلَى هَذَا الحَدّ.

قَوْله: «فإنَّ إطلاقَ الجَلاَلَة مُنْفَرِدًا عَن أَخْبَار عَنْهَا بقولهم: «الله الله» لَيْسَ بِكَلاَم ولا تَوْحِيد»؛ هَذَا لَيْسَ بِكَلاَم، بل هَذِهِ كَلِمَة، وأنتم تعلمون أن النحاة يفرِّقون بَين الكَلِمَة وَالكَلاَم؛ فَالكَلِمَة: قَوْل مفرد، وَالكَلاَم: قَوْل مركب من مبتدأ وخبر، أو فعل وفاعل؛ أي: جُمْلَة مُفِيدَة. يَقُول ابْن مالك رحمه الله فِي الأَلْفِيَّة:

كَلاَمنَا لفظٌ مفيدٌ كاستقمْ **** واسمٌ وفعلٌ ثُمَّ حرفُ الكلمْ

واحدُه كَلِمَة وَالقَوْل عمْ **** وَكَلِمَة بها كَلاَم قَد يَؤمْ

 قَوْله: «ولو أنَّ رجلاً عظيمًا صالحًا يُسَمَّى بزيد وَصَارَ جَمَاعَة يَقُولُونَ: «زَيْد زَيْد» لَعَدَّ ذَلِكَ اسْتِهْزَاء وإهانةً وسُخريةً»؛ أي: لو وقع واحد أمام الملْك واسمه زَيْد، وَقَالَ: زَيْد زَيْد، فالملك سيغضب عَلَيْهِ، ويعتبر هَذَا سخرية مِنْهُ.

ويقال: أن أَحَد المَشَايِخ مِنْ أَهْلِ نجد كَانَ عِنْدَ أَحَد الأشْرَاف فِي مَكَّة وَهُوَ عون الشَّرِيف، وَالنَّاس يَقُولُونَ: «هُوَ هُوَ»، فَقَالَ الشَّيْخ


الشرح