ثُمَّ انْظُر هَل أَتَى فِي لفظةٍ من الكتاب
والسُّنَّة ذكرُ الجَلاَلَة بانفرادها وتكريرها، أو الَّذِي فِيهِمَا هُوَ طلب
الذّكر والتوحيد وَالتَّسْبِيح والتهليل؟ وهذه أَذْكَار رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم، وأدعية آله وَأَصْحَابه خالية من هَذَا الشهيق والنهيق والنعيق...
****
للشريف: يا أمير، هَذَا لهو ولعب، فَقَالَ
الشَّرِيف: هَذَا ذكر؛ فَقَالَ الشَّيْخ: أَلَيْس اسمك عونًا، لو جَاءَ شخص
وَقَالَ: عو عو، هَل ترضى عَنْهُ؟ قَالَ: لا، قَالَ: إِذًا هَذِهِ سخرية من الله.
فعند ذَلِكَ قبل الشَّرِيف كَلاَمه ومنع هَذَا، بِسَبَب دعوة هَذَا العَالم.
قَوْله:
«ثُمَّ انْظُر هَل أَتَى فِي لفظةٍ من
الكتاب والسُّنَّة ذكرُ الجَلاَلَة بانفرادها وتكريرها»؛ يَعْنِي: هَل جَاءَ
فِي الكتاب والسُّنَّة الذّكر بِلَفْظ «الله»
أَبَدًا؛ الَّذِي جَاءَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ»، «الله لا إله إلاَّ هُوَ»،
«أستغفر الله»، «لا حول ولا قوة إلاَّ بالله»؛ جمل مُفِيدَة، هَذِهِ هِيَ الأَذْكَار،
أَمَّا هَذَا الَّذِي يَقُولُونَهُ فَهُوَ كَلاَم كذب وافتراء عَلَى الله وَعَلَى
رَسُوله، وَلَيْسَ هَذَا ذكرًا لله عز وجل.
قَوْله:
«وهذه أَذْكَار رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم، وأدعية آله وَأَصْحَابه خالية من هَذَا الشهيق والنهيق والنعيق»؛ إِذا
راجعت كتب الأَذْكَار الواردة عَن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وعن أَصْحَابه لا
تجد فِيهَا هَذِهِ الأَلْفَاظ: «الله الله»،
أو «هُوَ هُوَ»، بل تجد: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، «أستغفر الله»، «لا حول ولا قوة إلاَّ بالله»، «ما
شَاءَ الله»... إِلَى آخِرِهِ، هَذَا هُوَ المَوْجُود فِي الأَذْكَار الشرعية وَالأَحَادِيث
النبوية والآيات القرآنية، وَلَيْسَ فِيهَا أَسْمَاء مفردة كما يَقُولُونَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد