اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ
المُطَّلِبِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا
كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ
إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا»، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ ([1])،
فَهَذَا توسل جَائِز أن تطلب من العَبْد الصَّالِح أن يَدْعُو الله لك لقضاء
حاجتك.
وَهَذَا
الَّذِي فعله الأَعْمَى مَعَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فطلب مِنْهُ
الدُّعَاء، وَالرَّسُول صلى الله عليه وسلم أَرشَدَهُ إِلَى الصَّبْر، وَلَكِن
الرَّجُل اختار أن يَدْعُو الله لَهُ، فَدَعَا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم،
فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ، وَأَخَذَ من هَذَا الخرافيون أنه يَجُوز التوسل
بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد مَوْته، فيَطلُبُون مِنْهُ الدُّعَاءَ بعد
مَوْتِهِ، وَهَذَا غلطٌ، وَهَذَا الحَدِيث رُدَّ عَلَيْهِ بجوابين:
الأَوَّل:
أن الحَدِيث ضَعِيف، فَفِي سنده مقال.
الثَّانِي:
أنه لو صَحَّ فَلَيْسَ فيه حجة لَهُم؛ لأنه فِي طلب الدُّعَاء من الحَيّ الحَاضِر،
وَهَذَا أمر مَشْرُوع، فَهُوَ من التوسل الجَائِز، فزالت بِهَذَا هَذِهِ
الشُّبْهَة.
قَوْله: «إلا ما وَرَدَ فِي حَدِيث فيه مقال»؛ أي: فِي سنده مقال، هَذَا جوابه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
الصفحة 2 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد