سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ
٦٥لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ
مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦﴾ ([1])
[التَّوْبَة: 65، 66]، وهم لم يقصدوا، بل كَانُوا يقصدون المزح واللعب وَحَدِيث
الرّكب ليقطعوا به الطَّرِيق، فَلاَ يُعذر إلاَّ المُكرَه؛ ﴿إِلَّا مَنۡ
أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾
[النَّحْل: 106]، بشرطين:
الأَوَّل:
أن يَكُون مُكرَهًا ولا يمكنه التخلص.
الثَّانِي:
أن يَكُون قلبه مطمئنًا بِالإِيمَانِ، فَلاَ يقصد مَعْنَاهَا، وَإِنَّمَا يقصد
التخلص فَقَط، فَهَذَا يُعذر.
قَوْله:
«من تكلم بِكَلِمَة الكفر يكفر وإن لم يقصد
مَعْنَاهَا»؛ سَوَاء كَانَ جادًّا أو هازلاً أو مازحًا.
قَوْله: «وَهَذَا دالٌّ عَلَى أَنَّهُم لا يعرفون حَقِيقَة الإِسْلاَم، ولا ماهية التَّوْحِيد»؛ قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [البَيِّنَة: 5]، فَلَيْسَ فَقَط يعبدون الله، وَإِنَّمَا لاَ بُدَّ أن يَكُون مَعَ العِبَادَة الإِخْلاَص؛ لأن من النَّاس من يَعْبُد اللهَ ويعبد مَعَهُ غَيره، والله جل وعلا لم يقل: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ﴾ فَقَط، بل قَالَ: ﴿وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النِّسَاء: 36]؛ لأنه قَد يَعْبُد اللهَ وَلَكِن يُعبد مَعَهُ غَيره.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (173).
الصفحة 2 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد