×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

فأنكر الله عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، وهم صَحَابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يَعْنِي: سافرتم للجهاد، ﴿فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا [النساء: 94]؛ أي: خذوه عَلَى ظَاهِره حَتَّى يتبين مِنْهُ ما يخالف؛ لأن الرَّجُل قَالَ: السَّلاَم عَلَيْكُم، فلم يقبلوا مِنْهُ وقتلوه رضي الله عنهم، فعاتبهم الله ([1]).

قَوْله: «فأمرهم الله تَعَالَى بالتثُّبت في شأن مَن قَالَ كَلِمَة التَّوْحِيد»؛ فمن قَالَهَا يُقبل مِنْهُ، ويثبت فِي أمره حَتَّى يتبين مِنْهُ ما يخالف ذَلِكَ، وهؤلاء القبوريون تبين وبوضوح ما يناقض قَوْلهم: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، وَهُوَ عبَادَة غير الله.

قَوْله: «فإن تبيَّن التزامُه لِمَعْنَاهَا كَانَ لَهُ ما لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِ ما عَلَيْهِمْ، وإن تبيَّن خِلاَفه لَم يحقن بِمُجَرَّد اللَّفْظ ماله ودمه»؛ إِذا تبين مِنْهُ خِلاَف «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» ومقتضاها لم يحقن دمه ولا ماله، ويحكم عَلَيْهِ بِالرِّدَّةِ.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (9/ 78)، تفسير ابن كثير (1/ 716).