وَذَلِكَ
لما خالفوا بَعْض الشَّرِيعَة وَكَانُوا شَرُّ القَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ
السَّمَاءِ، كَمَا ثَبَتَت به الأَحَادِيث ([1]).
فثبت أنَّ
مُجَرَّد قَوْله كَلِمَة التَّوْحِيد غيرُ مانع من ثُبُوت شرك مَن قَالَهَا،
لارتكابه ما يُخالفها من عبَادَة غير الله.
****
وَلَكِن يُقاتلون من أجل خروجهم عَلَى ولي
الأَمْر، ولأجل استحلالهم لدماء المُسْلِمِينَ.
قَوْله:
«مَعَ ما انضمَّ إِلَيْهَا من العِبَادَة
الَّتِي كَانَ يحتقر الصَّحَابَة رضي الله عنهم عِبَادَتهم إِلَى جنبها»،
وَقَد أخْبر بِذَلِكَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ،
وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ» ([2])؛
أي: إن الصَّحَابَة يحتقرون أَعْمَالهم مَعَ أَعْمَال هَؤُلاَءِ، وَمَعَ هَذَا
أَبَاحَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم دماءهم؛ لأَِنَّهُم ارتكبوا ما يَقْتَضِي
إِبَاحَة دمائهم من استباحة دماء المُسْلِمِينَ، وخروجهم عَلَى ولي الأَمْر وشق
عصا الطَّاعَة.
قَوْله:
«وَذَلِكَ لما خالفوا بَعْض الشَّرِيعَة»؛
وَهَذَا أخف من مخالفة القبوريين؛ فالقبوريون أشركوا شركًا صريحًا، وهؤلاء خرجوا
عَلَى أصول بَعْض الشَّرِيعَة الَّتِي هِيَ لُزُوم السَّمْع والطاعة، ولزوم
جَمَاعَة المُسْلِمِينَ، وحقن دماء المُسْلِمِينَ، فاستحقوا بِذَلِكَ القَتْل.
قوله: «وَكَانُوا شَرُّ القَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، كَمَا ثَبَتَت به الأَحَادِيث» وَهَذَا لفعلتهم الشنيعة وخروجهم عَلَى المُسْلِمِينَ وَعَلَى ولاة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5058)، ومسلم رقم (1064).
الصفحة 2 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد