فإن قلتَ: قَد يتَّفق للأحياء أو للأموات اتِّصَال
جَمَاعَة بهم، يفعلون خوارق من الأفعال يتَسمَّون بالمجاذيب، فما حكم ما يأتون به
من تِلْكَ الأُمُور؟ فَإِنَّهَا مِمَّا جلبت القلوب إِلَى الاِعْتِقَاد بها.
****
قَوْله:
«فإن قلتَ: قَد يتَّفق للأحياء أو للأموات
اتِّصَال...».
هَذِهِ
شُبْهَة ثَانِيَة، وَهِيَ أن هَؤُلاَءِ الأَمْوَات يحصل لمن يتعلق بهم شَيْء من
مقاصده وحوائجه، وأيضًا الأَحْيَاء الَّذِينَ يسمونهم «أولياء» يدَّعون أن لَهُم كراماتٍ وأمورًا خارقة للعادة تدلُّ عَلَى
أَنَّهُم أولياء؛ فيمشون عَلَى المَاء، ويطيرون فِي الهَوَاء، ويدخلون فِي النَّار
ويمشون فِيهَا ولا يحترقون.
فنقول:
إن هَذَا كله تدجيل لا أصل لَهُ، هَذَا من السّحر التخييلي، والقُمرة الَّتِي
يعملونها عَلَى أعين النَّاس، كما حَصَلَ من قوم فرعون؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا
حِبَالُهُمۡ وَعِصِيُّهُمۡ يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾ [طَهَ: 66]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ
وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ﴾
[الأَعْرَاف: 116]، هَذَا السّحر التخييلي يأتون به ويموهون عَلَى النَّاس وَهُوَ
لا حَقِيقَة لَهُ، وَهَذَا يُسَمَّى بالقُمرة، ويسمى الآنَ بـ «السيرك»، ويؤتى به فِي الحفلات - مَعَ
الأسف - ويقال: هَذَا فَنٌّ من الفنون، وهذه خفة حركة وَمَا أَشْبَه ذَلِكَ، وكل
هَذَا من البَاطِل.
·
وَالسّحر
عَلَى قِسْمَيْنِ:
سحر
حقيقي: يؤثر فِي النُّفُوس، وفي القلوب، وفي الأَبْدَان، يقتل
ويمرض.
الصفحة 2 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد