وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ
تُوتِرُوا بِثَلاَثٍ، أَوْتِرُوا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ ، وَلاَ تَشَبَّهُوا
بِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ»([1]).
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: «كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ» .
******
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ
تُوتِرُوا بِثَلاَثٍ، أَوْتِرُوا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ»»، هذا حث على الأفضل: «لاَ
تُوتِرُوا بِثَلاَثٍ»، ليس هذا من باب: المنع، وإنما هو من باب: الحث على
الأفضل، الأفضل أن يوتر بخمس أو بسبع، هذا بيان للأفضل، وإذا اقتصر على الثلاث،
فهذا جائز.
«وَلاَ تَشَبَّهُوا بِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ»،
وإذا أوترت بثلاث، لا تشبهوها بصلاة المغرب؛ بأن تجلسوا بينها في التشهد الأول، بل
تسردها بدون جلوس كما سبق.
هذا ظاهره أنه يسرد
الخمس والسبع، أنه يسردها، ولكن لا يؤخذ على حدة، بل يرد إلى الأحاديث الثانية
التي مرت، يصلي مثنى مثنى.
وَقَالَ صلى الله
عليه وسلم: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى»([2])، والأحاديث تفسر
بعضها بعضًا، فالأولى ألا يسردها؛ لأن السنة أن صلاة الليل مثنى مثنى.
وهذا هو الذي يفتي به شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله هذا الكلام، هذا الجمع بين الأحاديث؛ أنه يصلي مثنى مثنى، ويوتر بواحدة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد